من الظواهر السلبية انّ هناك البعض ممن لا يعرف حكم الله- تعالى- في المسائل المختلفة، ولكنهم مع ذلك يحاولون اضلال الناس بغير علم، فيتبعون الشيطان بغير هدى.
وفي السابق كان العلماء والاحبار والرهبان هم الذين يتعرضون لهذا الامتحان العسير، فكان العلم مخصوصاً بهم، ومقتصراً عليهم، ولكن الوضع اختلف اليوم فالعلم لم يعد مقتصراً على فئة معينة، والعلماء لم يعودوا علماء الدين فقط بالمعنى الضيق للكلمة، بل ان العالم اصبح كل من يحمل قلماً ليحدث الناس عن فكره، و اذا ما اصطبغ هذا العالم بصبغة الاسلام فانه سيصبح عالماً دينياً.
خطأ العالم ليس ككلّ خطأ:
واذا ما اخطأ هذا العالم في حديثه للناس عمداً فان حسابه سيكون عسيراً عند الله- سبحانه و تعالى-، واذا كان الثواب والعقاب على العمل بقدر قيمته، وخطورته، ومدى تحمل النفس للمشاق في سبيل انجازه، فان اتباع هدى الله فيما يتعلق بالثقافة والعلم يعد اسمى قيمة، واكثرها صعوبة على النفس، ولذلك فان ثواب هذا الاتباع عظيم، كما أن عقاب عصيانه عظيم ايضاً.
والانسان عندما يرتكب عملًا خاطئاً فيكذب، او يزني، او يشرب الخمر فانه سيجني على نفسه، ولكنه اذا ما ألف كتاباً مفصلًا فانه سيجني على الالوف، لان لعنة ضلالتهم ستنصب عليه، ذلك لانه بعمله ذاك يكون قد شق مسيرة منحرفة أمام بعض الناس، ونفس الشيء يمكن ان يقال عن الانسان الذي يقوم بعمل تكون نتيجته