يقول تعالى: فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيراً لأنفسكم ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون* إن تقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعفه لكم و يغفر لكم والله شكور حليم* عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم[1]
لكي نحرر بلادنا من تسلط الطغاة وأرهابهم وقمعهم وفسادهم، ولكي نحرر مجتمعاتنا من أغلال الجبت، وقيود الطغيان، ومن اجل ان نطلق طاقات امتنا في سبيل البناء والتقدم .. لابدّ ان نعقد العزم الراسخ على أن نحرر أنفسنا أولًا؛ فمن ضلت نفسه في غمرات أهوائه وشهواته، وحُبست في زنزانة أنانيته وكبريائه، لا يمكنه مطلقاً أن يحرر الآخرين.
قال ربّنا- سبحانه وتعالى-: ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون.
المفلح من وقاه الله:
فالانسان الذي وقاه الله تعالى- من حالة البخل والإنغلاق و بالتالي حالة الاخذ دون العطاء هو الوحيد الذي سيفلح، واما ذلك الانسان الذي لم يوق من تلك الحالة فانّ زنزانته تلك التي صنعها لنفسه في الدنيا ستستمر معه الى القبر و الى الحشر ثم الى النار، حيث يزج في مكان ضيق مقرناً بالاصفاد.
فكل واحد منا مسجون، ومن أهم واجباته انقاذ نفسه من السجن الذي ابتلي به، فالله- تعالى- يريد ان يجرب قدرتنا وارادتنا فاذا استطعنا ان نفك عن انفسنا حصار السجن فسوف نحصل على نعم الله الكثيرة، والله تعالى يقول: يا ايّها الذين