من المعلوم ان قراءة القرآن والدعاء ليست من الأمور الواجبة وانما هي تمهيد لكثير من الواجبات الشرعية التي نقوم بها، وهي بالاضافة الى ذلك تمثل الحصانة والمناعة ضد أمراض هذا العالم المادي الذي نعيش فيه.
والعالم الديني أو رجل الدين بصورة عامة عليه أن ينبري لمقاومة المفاسد الاجتماعية والانحرافات الدينية، ولأنه مسؤول عن التصدي لها فهو- إذن- يقترب منها كثيراً، وكما إن من الممكن أن يؤثر هذا الانسان في تلك المفاسد ويعالجها، كذلك فان من الممكن ان يتأثر ويتورط فيها.
كيف يحصن عالم الدين نفسه؟
وبناء على ذلك فمن الضروري أن يتحصن الانسان الذي أخذ على عاتقه معالجة الناس المنحرفين، وحصانته تكون من خلال قراءة القرآن والادعية بعمق وتدبر، والاستمرار والمواظبة على قراءتها وخصوصاً عندما يكون بمفرده، فعندما يتهجد الانسان ليلًا بالذكر وبالآيات القرآنية الكريمة يشعر بلذة منقطعة النظير لا تتوفر في غيرها من الممارسات العبادية، ففي حديث عن الامام عليّ- عليه السلام- يرد التأكيد على ذلك في قوله: (أحبّ من دنياكم ثلاثاً؛ الطعام، افشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام).
فالمرحلة الاولى- إذن- هي تحين الفرص للابتعاد عن الناس والأضواء ليتسنى للفرد هداية نفسه، ومن ثم هداية مجتمعه في المرحلة الثانية.
ويروى في هذا المجال إن بعض الصالحين كانوا يذهبون الى المقابر، ويجلسون