(وَلْتَكُن مِنكُمْ أمة يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران/ 104). فهو تعالى يؤكد في هذه الآية ان الذين يسعون من اجل تحقيق الوحدة هم المفلحون، وفي آية اخرى يقول عز من قائل: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوْا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّآ أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر/ 9).
ان هؤلاء الذين تشير اليهم الآيتان القرآنيتان السابقتان هم الصفوة والطليعة والنخبة الذين تجب عليهم الوحدة اكثر من اي شخص آخر، فلنحاول ان نشكل بين اوساطنا هذه الفئة القيادية الطليعية المؤلفة من العلماء والمثقفين الذين عرفوا الاسلام حق معرفته، واستقوه من مصادره ومنابعه الاصيلة المتمثلة في القرآن، والسنة النبوية الشريفة، واقوال وافعال الائمة المعصومين عليهم السلام.
وعلينا ان لاننسى في نفس الوقت ان الجماهير الاسلامية كلها مسؤولة بشكل مشترك هي الأخرى عن تحقيق هذه الوحدة، من خلال الإلتزام بأوامر القيادة، ومن خلال الابتعاد عن كل سلوك من شأنه ان يفرق الصفوف، ويثير الحزازات، ويؤجج الاختلافات والفتن، وتجنب الصفات الاخلاقية الذميمة التي