وقد أرسل الله عز وجل رسله لكي ينقذوا البشرية من مآسيها،
ويقدموا اليها الحلول الناجعة والكفيلة بضمان سعادتها، ومن جهة اخرى فقد بينوا الأسس الواضحة والمتينة لإقرار الوحدة بين بني آدم.
ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا ان نصف القرآن الكريم يعالج هذه المشكلة الحادة في حياة الانسان، وكلما استطعنا ان نقترب من روح القرآن، وجوهر آياته الحياتية والحضارية، استطعنا ان نكون بمنجى عن هذا الداء العضال؛ اي داء الصراع بين بني آدم.
والصراع هذا يبدأ من الزوج مع زوجته، ومن الأخ مع أخيه، والجار مع جاره، ويستمر الى ان يتخذ شكل الحرب الباردة التي نراها سائدة اليوم بين الدول الكبرى في العالم.
نظريات الوحدة:
ان هذه المشكلة العميقة الواسعة التي لم نر ان الانسان قد استطاع التخلص منها في حقبة من حقب التاريخ، جاء القرآن الكريم ليقدم الحلول الناجحة والحاسمة لها. وقبل كل شيء لابد ان نوضح ان العلماء والمفكرين، وعلماء الاجتماع قدموا من اجل اقرار الوحدة بين افراد المجتمع ثلاث نظريات:
1- ان الوحدة لابد ان تقوم بالقوة ومن خلال الدكتاتورية التي تضللها سحابة من التضليل الاعلامي، وهذه هي النظرية الفاشية