فالوحدة هي البناء، واعمدتها الرؤى الستراتيجية، وجدرانها الصفات الحسنة، وسقفها القيادة السليمة، وارضيتها الايمان الخالص، والنفسية النقية، وبالتالي فان كل هذه المفردات تجتمع مع بعضها لتكوّن حالة الوحدة.
وعلى الرغم من اننا نتحدث عن الوحدة بكثرة، إلّا ان هناك عشرات الثغرات التي مازالت موجودة في انحاء مختلفة من كياننا الاسلامي. فالبعض من الناس تراهم يفتحون ثغرة في صفوف الأمة بتصرفات يزعمون انها ثورية، والبعض الآخر يفتحون ثغرة من منطلقات حزبية او انانية، وبالتالي فان هذه الثغرات كلها موجودة في البناء. فهذا البناء يشبه الى حد كبير المنخل، او شبك الصيد، ففي كل مكان فيه هنالك ثغرة وفجوة، فهل بامكان هذا البناء ان يحفظك امام الرياح والعواصف مادام مليئاً بالثغرات والخلل والضغوط؟
ان هذه هي مشكلة المسلمين اليوم، فكل واحد منهم يعتقد انه يمتلك صحيفة بيضاء عند الله سبحانه وتعالى، ويعتقد بانه هو الذي يمثل الوحدة وانه هو المحور، في حين ان الآخرين منحرفون كلهم. فهو يضفي بذلك الشرعية على كل اعماله.