هناك الكثير من الناس يطرحون السؤال المهم التالي على أنفسهم وعلى الآخرين: ترى لماذا أصبح فلان رجلًا عظيماً في السياسة في حين لم يستطع رفاقه الذين نشؤوا معه الوصول إلى هذه الدرجة رغم أنهم كانوا يطمحون إلى الوصول إليها، ولماذا أصبح فلان عالماً نحريراً يشار إليه بالبنان في حين مايزال زملاءه في المراتب الدنيا من العلم ... ولماذا .. ولماذا ..؟ إلى آخر هذه التساؤلات التي تبحث عن سرّ نجاح الإنسان في الحياة؟
إنّ هناك أُناساً كثيرين في الساحة ينبرون للإجابة على مثل تلك التساؤلات، وربّما تكون الإجابات التي يطرحها هؤلاء في هذا المجال صحيحة كلّها أو بعضها بدرجات متفاوتة، ولكنّ الإجابة التي أراها أكثر صحّة من غيرها هي تلك التي تعالج القضايا الأساسية في حياة الإنسان؛ ففي كثير من الأحيان تكون هناك أسباب عديدة لقضية واحدة، ولكنّ هذه الأسباب ترجع جميعها إلى سبب واحد أو بضعة أسباب.
وهكذا الحال بالنسبة إلى أسباب العظمة أو الانتصار سواء كانت في الأفراد أو الجماعات، فهذه الأسباب قد تكون مختلفة ولكنّها تعود بالتالي إلى جذر واحد تنبثق