إنّ النموذج الأسمى لهذه البيوت المليئة بالنور والهدى الإلهي المبارك، هو بيت الرسالة؛ بيت نبينا محمد وأهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين. فهذا البيت هو المصباح، وهو المشكاة، وهو مركز النور الالهي في الكون. وإنما كان كذلك، لأن فيه كان التسبيح لله بالغدوّ والآصال، وكان فيه رِ جَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَآءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالابْصَارُ (النور/ 37).
وإذا كان الشرك دناءة ورجس ودنس في الانسان، فان ما يقابله هو طهارة الايمان، والايمان لايكون إلّا بالتسبيح.
إن القرآن الكريم لا يعبر بالقول، إنّ رجال الله لا تجارة لهم ولا بيع، وإنّهم يعكفون في الكهوف للعبادة، وإنما يقول بالحرف الواحد: رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ .... فهم رجال في عمق الواقع وصميم المجتمع وتيار الاقتصاد، ولكنّ وجودهم هذا لايلهيهم عن أن يكونوا مؤمنين.
نام کتاب : المرأة بين مهام الحياة و مسؤوليات الرسالة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي جلد : 1 صفحه : 90