responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 66

أمّا علاقة البشر بعضهم ببعض، فقد رسم الله سبحانه وتعالى خارطة متكاملة تقوم أوّلَ ما تقوم على أساس العدل والقسط، لكيلا يُظلمون فتيلًا. وفي طليعة آيات هذا العدل أن أرسل رسلًا بشراً ليوضحوا معالم وتفاصيل ما ينبغي أن تكون عليه علاقة الإنسان به سبحانه وتعالى ثم ببني جلدته من باقي الناس. فيما منح الله هذا الإنسانَ الحرية والعقل ليقوم بتطبيق ما جاء به الرسل.

إذاً فإن من أولى أمارات التكريم الرباني لبني البشر على سائر المخلوقات أن جعله مسؤولًا عن تقرير مصيره بذاته.

ولقد كان بمقدرة القوة المطلقة أن تجري العدالة والنظم القويمة بذاتها، وأن يجعل الناس أُمة واحدة، أو أن يرسل ملائكة تتفاوت طبيعتهم عن طبيعة البشر، غير أن الكرامة التي اختُص بها بنو آدم سوف لن تكون لها أية مصداقية، أو أنّ الحكمة في قانون الثواب والعقاب والرحمة والغضب ستأخذ منحىً آخر غير المقرر من قبله تعالى في القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشريفة والكتب السماوية الأخرى.

يقول ربُّنا تبارك وتعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ) (الحديد/ 25). فالرسل جاءت محمّلةً بالأفكار الواضحة والتوجيهات الإلهيّة الجليّة دون لبَس أو غموض، إنها حقائق تخاطب عقول وفطرة بني البشر.

ثم يقول عزّ وجلّ: (وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ) (الحديد/ 25) أي القانون، وكان من إعجاز هذا الكتاب أنْ لم يدع

نام کتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست