اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْرًا وَ هُمْ مُهْتَدُونَ* وَ ما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذي فَطَرَني وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ* ءَ أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئًا وَ لا يُنْقِذُونِ* إِنّي إِذًا لَفي ضَلالٍ مُبينٍ* إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ* قيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمي يَعْلَمُونَ* بِما غَفَرَ لي رَبّي وَ جَعَلَني مِنَ الْمُكْرَمينَ* وَ ما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وَ ما كُنّا مُنْزِلينَ* إِنْ كانَتْ إِلّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ) (يس/ 29 20).
لمّا أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لأبينا آدم صفوة الله على نبيّنا وعليه السّلام فوقعوا له ساجدين، تساءلت الملائكة عن حكمة السجود لهذا المخلوق الجديد، ولماذا ينبغي لملائكة السماء والأرض بل لهذه الموجودات الروحانية المكلّفة بالطبيعة أن تسجد لهذا المخلوق الضعيف الذي خلق من طين؟ فكان البيان الإلهي (إِنّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ) (البقرة/ 30) بياناً لنا عن الحكمة الربّانية في الأمر بالسجود لآدم بأنه قد أوتي علم الأسماء، قال تعالى: (وَ عَلَّمَ آدَمَ اْلأَسْماءَ كُلَّها) (البقرة/ 31).
ومن هنا راح الإنسان يتساءل عن علّة خلقه على هذه البسيطة وسبب تسخير الطبيعة له بهذه الطريقة الفريدة،