«أما بعد، فإنّ الدنيا أدبرت، وآذنت بوداع، وأنّ الآخرة قد أقبلت وأشرفت باطلاع، ألا وإنّ اليوم المضمار، وغداً السباق، والسبقة الجنّة، والغاية النار؛ ألا تائب من خطيئته قبل حلول منيّته، ألا عامل لنفسه قبل يوم بؤسه، ألا وأنكم في أيام أمل من ورائه أجل، فمن عمل في أيام أمله قبل حضور أجله فقد نفعه عمله، ولم يضرّهُ أجله، ومن قصّر في أيام أمله قبل حضور أجله، فقد خسر عمله، وضرّه أجله»[1].
فلنفكّر في أنفسنا، ونبرمج لتزكيتها على الصعيد الروحيّ والأخلاقي من أجل أن نتزوّد لآخرتنا، ولا ننشغل بشهواتنا وميولنا، ولنضع الموت نصب أعيننا، ولنستزد دوماً من الأعمال الصالحة التي من شأنها أن تشفع لنا في يوم الفاقة الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلّا من أتى الله بقلب سليم.