responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام المهدي( عج) قدوة الصديقين نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 114

فيهم تلك الصفات فكانوا عنواناً للقرآن الكريم، وبات كيانهم جزءاً من كيان الرسول صلى الله عليه وآله في الأخلاق والسيرة والعلم؛ فحيوا حياته، وماتوا مماته، ولم يحيدوا عن طريقه ونهجه. لا نجدهم سوى آل محمد عليهم السلام، الذين هم أولياء الأمر الحقيقيون، وفيهم شهادة القرآن العظيم؛ فكل ثناء فيه لابد أن يكون من نصيبهم هم بالذات؛ فهم الكاظمون للغيظ، والعافون عن الناس، وهم المقيمون للصلاة، والمؤتون للزكاة، وهم الراكعون الساجدون، وهم المنفقون في السر والعلانية، وهم الشاكرون لربهم في السراء والضراء ... إلى عشرات بل مئات الخصال أوصى القرآن بالتحلي بها، وحث على اتباعها قولًا وعملًا، فهم عليهم السلام أمثال القرآن في حياتهم، بل إنهم القرآن الناطق بين الناس.

هل انتفت الحاجة إلى الإمامة؟

وبعد أن أدى الرسول صلى الله عليه وآله، والأئمة المعصومون عليهم السلام ما كلّفوا به، وحُمّلوه من أمانة الرسالة، والإمامة ثم مضوا إلى بارئهم الواحد بعد الآخر، ترى هل تنتفي الحاجة حينئذ للإمامة التي بها يستتبّ العدل، وتصان الكرامات، ويزول الظلم، أم أن البشرية بلغت في مستواها العقلي والفكري مبلغ القمة التي هي عند الأئمة فلم تعد بحاجة إلى الإمامة، أم أن الحاجة إلى العدالة قد انتفت أساساً؟

أقول: إن ما يشهد له التاريخ أن البشرية تبقى دائماً بحاجة إلى من يأخذ بزمامها في الحياة، ويحكّم فيها العدالة، ولو كانت

نام کتاب : الإمام المهدي( عج) قدوة الصديقين نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست