المَوْتُ وَأَنَا فِي هَذِهِ الْحَالِ جَاءَنِي وَأَنَا فِي طَاعَةٍ مِنْ طَاعَاتِ اللهِ تَعَالَى أَكُفُّ بِهَا نَفْسِي عَنْكَ وَعَنِ النَّاسِ، وَإِنَّمَا كُنْتُ أَخَافُ المَوْتَ لَوْ جَاءَنِي وَأَنَا عَلَى مَعْصِيَةٍ مِنْ مَعَاصِي اللهِ. فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ أَرَدْتُ أَنْ أَعِظَكَ فَوَعَظْتَنِي» [1].
وكان يمكن الإمام أن يستخدم عبيده في أمر إصلاح أرضه، إلَّا أنه أحب أن يراه الله كادًّا في سبيل إعاشة عياله.
ونختم حديثنا عن عِشرة الإمام بحديث يرويه الإمام الصادق عليه السلام يقول:
«أَعْتَقَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام مِنْ غِلْمَانِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ شِرَارَهُمْ وَأَمْسَكَ خِيَارَهُمْ، فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ! تُعْتِقُ هَؤُلَاءِ وَتُمْسِكُ هَؤُلَاءِ؟ فَقَالَ: إِنَّهُمْ قَدْ أَصَابُوا مِنِّي ضَرْباً فَيَكُونُ هَذَا بِهَذَا» [2].
هكذا ضرب الإمام أروع الأمثلة في الخصال الحميدة والآداب الرفيعة، ولا ريب في أن الرواة لم ينقلوا لنا إلَّا نزراً يسيراً من جوانب حياته التي تفيض بالحكمة والرشاد. فسلام الله عليه أبداً وصلاته عليه دائماً سرمداً.
[1] بحار الأنوار، ج 46، ص 287.
[2] بحار الأنوار، ج 46، ص 300.