قَالَ: مِصْرَ طُعْمَةً .. فَتَلَكَّأَ عَلَيْهِ مُعَاوِيَةُ.
قَالَ لَهُ- مُعَاوِيَةُ- يَا أَبَا عَبْدِ الله إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ تَحَدَّثَ الْعَرَبُ أَنَّكَ إِنَّمَا دَخَلْتَ فِي هَذَا الْأَمْرِ لِغَرَضِ دُنْيَا.
قَالَ: دَعْنِي مِنْكَ» [1]
. هكذا تم التحالف بين معاوية وبين قائد جاهلي جمع خبرة العرب في الحرب.
وبعد إجراء هذه الصفقة، التي تعكس طبيعة التجمع الأموي، غضب مروان- وهو أحد القيادات الأموية- وقال:
«مَا بَالِي لَا أُشْتَرَى كَمَا اشْتُرِيَ عَمْرٌو.
فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: إِنَّمَا نَبْتَاعُ الرِّجَالَ لَكَ» [2]
. وكان يشير معاوية بذلك إلى أن مروان جزء من الحزب الأموي، وأنه إنما يسعى لإعادة أمجاده الجاهلية.
ومرة أخرى اعترف معاوية لقُرَّاء الشام، وهم الطائفة المؤمنة فيهم، اعترف بفضل الإمام عليه السلام؛ فحين قالوا له:
«عَلَامَ تُقَاتِلُ عَلِيّاً عليه السلام وَلَيْسَ لَكَ مِثْلُ صُحْبَتِهِ وَلَا مِثْلُ هِجْرَتِهِ وَلَا قَرَابَتِهِ وَلَا سَابِقَتِهِ؟.
فَقَالَ: إِنِّي لَا أَدَّعِي أَنَّ لِي فِي الْإِسْلَامِ مِثْلَ صُحْبَتِهِ وَلَا مِثْلَ هِجْرَتِهِ وَلَا قَرَابَتِهِ ..
ولكنه تَشَبَّثَ عندهم بقميص عثمان، فقال لهم:
«وَلَكِنْ خَبِّرُونِي عَنْكُمْ أَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ مَظْلُوماً.
[1] بحار الأنوار، ج 32، ص 374.
[2] بحار الأنوار، ج 32، ص 373.