. أجل، إن الإمام عليه السلام يرفض الخلافة لأن أمواج الفتنة قد بلغت أعلى مد، ويود لو يكون وزيرًا يساهم من موقع حُرٍّ في إخماد نيران الفتنة، ولكن لا أحد رشح نفسه للخلافة، ولا أحد كان يقبل بغير الإمام عليه السلام.
والإمام يرفض بيعة أهل الحل والعقد من دون رضا الناس، ويرى ذلك حق عامة الناس، فيجعلها في المسجد على الملأ العام.
ويشترط عليهم أن يقودهم على علمه، لا بجهلهم، ووفق سنّة الرسول، لا مصالح أصحابه وضغوط القوى السياسية.
واستقبل الإمام عهده، بالثورة ضد الوضع الفاسد، وقد عقد عزمات قلبه جميعًا على مواجهة كل تلك العقبات التي خضع لها أو توقف عندها من كان قبله، وأعظمها القوة السياسية المتنامية عند بني أمية، ومن تحالف معهم من بقايا العهد الجاهلي.
والواقع أن تصفية هذه القوة، كانت من أعظم المهام الرسالية التي بدأها الرسول، وتابع أصحابه من بعده نهجه بفتور، حتى إذا جاء الإمام عليه السلام وكانت الظروف مؤاتية، نهض بها بعزم راسخ.
أَوَليسوا هم الشجرة الملعونة في القرآن، أَوَليس الرسول صلى الله عليه واله قد حذَّر منهم، وقال: