responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 144

لِوُلاته، فهنا يوصي عامله على مصر مالك الأشتر فيقول له:

«أَنْصِفِ اللهَ وَأَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ وَمِنْ خَاصَّتِكَ وَمِنْ أَهْلِكَ وَمَنْ لَكَ فِيهِ هَوًى مِنْ رَعِيَّتِكَ؛ فَإِنَّكَ إِنْ لَا تَفْعَلْ تَظْلِمْ، وَمَنْ ظَلَمَ عِبَادَ اللهِ كَانَ اللهُ خَصْمَهُ دُونَ عِبَادِهِ، وَمَنْ خَاصَمَهُ اللهُ أَدْحَضَ حُجَّتَهُ وَكَانَ للهِ حَرْبًا حَتَّى يَنْزِعَ وَيَتُوبَ، وَلَيْسَ شَيْءٌ أَدْعَى إِلَى تَغْيِيرِ نِعْمَةٍ وَتَعْجِيلِ نَقِمَةٍ مِنْ إِقَامَةٍ عَلَى ظُلْمٍ فَإِنَّ اللهَ يَسْمَعُ دَعْوَةَ المَظْلُومِينَ وَهُوَ لِلظَّالِمِينَ بِمِرْصَاد»

. ثم يحذره من محاباة الخاصة (وهم الأشراف وأولو الوجاهات والوساطات) فيقول:

«وَلْيَكُنْ أَحَبُّ الْأُمُورِ إِلَيْكَ أَوْسَطَهَا فِي الحَقِّ، وَأَعَمَّهَا فِي الْعَدْلِ، وَأَجْمَعَهَا لِلرَّعِيَّةِ؛ فَإِنَّ سَخَطَ الْعَامَّةِ يُجْحِفُ بِرِضَا الخَاصَّةِ، وَإِنَّ سَخَطَ الخَاصَّةِ يُغْتَفَرُ مَعَ رِضَا الْعَامَّةِ» [1]

. مكرمات الإمام عليه السلام على لسان النبيِّ صلى الله عليه واله:

عشرات المجلدات لا تكفي وصف حياة الإمام عليه السلام الذي تجلَّى الوحي في حياته، وكان آية صدقٍ لرسالات الله، وشاهد حقٍّ لنبوَّة خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه واله.

وإذا كان هذا الكتاب لا يسع من فيض مكرماته سوى قطرات، فإن تلك القطرات تكفينا، لأنها بالنسبة إلينا رافد عظيم.

ولعل البعض تصيبه الدهشة إذا سمع فضائل الإمام عليه السلام على لسان النبي صلى الله عليه واله لأنه لم يستوعب حكمة الخلق، ولا يفكر في إطار البصائر القرآنية.

أما إذا نظر إلى السماوات والأرض وما فيها بصفتها مخلوقات لله،


[1] نهج البلاغة، من كتاب له عليه السلام كتبه للأشتر النخعي لما ولاه على مصر.

نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست