responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 141

أَوَلم يرفض إبقاء معاوية على إمارة الشام مدةً من الزمن يستقر فيها الأمر له ثم يعزله كما أشار عليه البعض، لأنه كان يرفض الغدر؟.

وقد قال مرة: «وَاللهِ مَا مُعَاوِيَةُ بِأَدْهَى مِنِّي، وَلَكِنَّهُ يَغْدِرُ وَيَفْجُرُ، وَلَوْلَا كَرَاهِيَةُ الْغَدْرِ لَكُنْتُ مِنْ أَدْهَى النَّاس» [1].

ويروي التاريخ أن كل الملتحقين بمعاوية ممن كان مع الإمام علي عليه السلام هربوا من عدالته، واستراحوا إلى محاباة معاوية ومداراته. وكذلك فقل: والذين أَثْرَوْا على عهد الخليفة الثالث ومثلهم ثراءً فاحشًا على حساب المحرومين، وخشوا من محاسبة الإمام علي لهم. الذين كانت بأيديهم ثروات المسلمين، من بيت المال، وأرادوا الاستئثار بها. وكذلك الذين كانوا يتصورون المجتمع الإسلامي كالجاهلية يأكل القويُّ العزيزُ فيه الضعيفَ الذليلَ، ولم يُعجبهم شعار الإمام عليه السلام:

«الذَّلِيلُ عِنْدِي عَزِيزٌ حَتَّى آخُذَ الحَقَّ لَهُ، وَالْقَوِيُّ عِنْدِي ضَعِيفٌ حَتَّى آخُذَ الحَقَّ مِنْهُ» [2]

. وكذلك هرب من عدله الذين كانوا يرتكبون جرائم يستحقون عليها الحد، والذين كانوا يبحثون عن جو التسامح في دين الله، يسمح لهم ارتكاب بعض الجرائم كإقامة الحفلات الماجنة ومعاقرة الخمور.

كل أولئك كانوا يتسللون إلى معاوية ويُشفق عليهم الإمام عليه السلام، لأنهم يهربون من النور إلى الظلام، ومن العدالة الشاملة إلى مجتمع الظلم الزائل.

ولكنه لم يغير سياسته من أجل استمالتهم. والتاريخ يحفل بمئات الحوادث التي تروي لنا قصة ذلك الركن الشديد، الذي تتراجع عنه عواصف الضغط الاجتماعية، قصة ذلك الصلد الأصم الذي تتكسر عنده كل أمواج


[1] نهج البلاغة، الخطبة 200.

[2] نهج البلاغة الخطبة [37] .

نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست