responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 104

بالأحداث السياسية العظيمة، ولا تزال الفئة التي نصرت الرسالة وتعرَّضت للآلام وقدَّمت التضحيات، لا تزال تخوض غمار معركة الحق ضد الباطل، دون أن تميل مع رياح الشهوات وعواصف السياسة.

ومن المعروف أن كثيرًا من هؤلاء الصحابة الكرام كان قد تقدم بهم العمر، حتى بلغوا من الكبر عتيًّا، ولكنهم لا يزالون في مقدمة المجاهدين، وفيهم عمار بن ياسر، الذي فقد والديه شهيدين في صدر الإسلام، وتعرَّض للضرب والإهانة منذ الأيام الأولى للبعثة، وهو اليوم يُناهز التسعين من عمره ويَشدُّ على وسطه حزامًا تنتصب قامته به، ثم يدخل المعركة، وهو ينادي: الرواح الرواح إلى الجنة!. هكذا يصنع الإيمان بالقلوب الطاهرة والنفوس الزكية.

هكذا وقعت الواقعة:

في البلاد الإسلامية جيشان جيش الشام وجيش الكوفة، وها هما يلتقيان لا ليحاربا عدوًّا مشتركًا، وإنما ليتحاربا. فكم كانت الصدمة عنيفة في نفوس المسلمين، وكم مشى رجال طيبون، وكم سعى الإمام عليه السلام لردع معاوية عن هذا الغي والفساد العريض.

فمنذ أن التقى الجيشان بعث الإمام كبار قادته، إلى معاوية وقال لهم:

«ائْتُوْا هَذَا الرَّجُلَ فَادْعُوْهُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِلَى الطَّاعَةِ وَالجَمَاعَةِ» [1]

. ولكنه يرفض إلَّا المطالبة بدم عثمان- كما يزعم-، ويحاول أن يستخدم الوسائل الحربية التي كانت شائعة في الجاهلية. فلقد كتب في سهم: إن معاوية يريد أن يُفَجِّر عليكم الفرات، فيغرقكم فخذوا


[1] بحار الأنوار، ج 32، ص 448.

نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست