responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 91

النسبية التطورية:

وتابعت النسبية مسيرتها، منطلقة من قاعدة واحدة هي الغفلة عن نور العقل، الذي زُوِّدت النفس البشرية به حتى جاءت النسبية التطورية النهاية الحتمية لها. وذلك لأنه إذا كانت المادة حقيقة الإحساس، والإحساس حقيقة المعرفة أو أهم مصادرها، وإذا كانت المادة في حالة تطور دائم، فلماذا لا تكون المعرفة هي أيضًا متطورة ولا تمثل إلَّا بعض واجهات الحقيقة؟.

ولكي نعرف حقيقة النسبية التطورية يجب أن نُلقي بعض الأضواء على ديالكتيك الفكر التي هي جزء من المادية الديالكتيكية.

إن للمادية الديالكتيكية جانبًا إيجابيًّا وآخر سلبيًّا. في الجانب الأول تحاول الديالكتيكية إثبات معرفة حقة للإنسان بإزاء المثالية والتشكيكية. وتحاول في الجانب الثاني إثبات صفة التطور للمعرفة.

والحقيقة أن المحاولتين متباعدتان. يظهر ذلك ببيان كلا الجانبين، وما قد يتعرضان له من انتقاد.

1- الجانب الإيجابي:

تُقيم المادية الديالكتيكية عدة أدلة على تطابق المعرفة مع الواقع الخارجي. وينبغي أن نتذكَّر في البدء أن طبيعة الأدلة علمية وغير مرتبطة بمسألتنا الفلسفية. ذلك لأن النظرية المثالية والتشكيكية التي تحاول النسبية التطورية تفنيدها، نظرية فلسفية تستند إلى التشكيك في كل علم، بل في كل شيء وراء عالم المادة. وإن أية حقيقة علمية لا تفيدها لأنها لا تشك في تلك الحقيقة العلمية التي احتج بها فقط، بل وحتى في وجود قائلها، ويكون أشبه باستدلال النائم- وهو يحلم- بصحة علمه على أنه يسمع ويرى ويتحرك في حين لا يعترف الواعي بسماعه ورؤيته وتحركه. بعد هذه الملاحظة دعنا نستعرض أدلة الديالكتيك:

الدليل الأول:

إن الفكرة ليست إلَّا نتاجًا أعلى للمادة، حيث إنها تتحوَّل في عملية فيزيائية من الكتلة إلى الطاقة، وتتحوَّل

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست