responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 86

اما الواجهة الثانية (أي الفلسفية) فإنها تقوم على أساس خاطئ هو أن الإحساس هو المصدر الوحيد لمعارفنا، أو هو المصدر الأول والأهم. أما لو قلنا بأن العقل هو المصدر الوحيد أو الأهم الذي يزودنا بالمعارف الصحيحة التي لا ريب فيها، فإن هذه المثالية ستفقد قاعدتها. وقد قلنا- عندما تحدثنا عن دور العقل في نقد المعلومات الواردة عن طريق الإحساس-: إن المقارنة بين الأحاسيس المختلفة للشخص نفسه في أوقات متفاوتة أو بين أشخاص متعددين ذوي اتجاهات متعارضة .. إن هذه المقارنة من جهة، ومن جهة ثانية المقارنة بين المحسوسات والأحكام العقلية القاطعة، ستكون المقياس الذي نُقيِّم به الأحاسيس ونعرف الصحيحة منها من الباطلة.

كانت والنسبية الذاتية:

انطلق (كانت [1]) في مسيرته الجديدة من قاعدة (القلب والنظر إلى الحقيقة)، قال: حينما رأيت مشاكل عديدة تمنع عن بلوغ حقيقة المعرفة، فعلت ما فعل غاليلو بالنسبة إلى الهيئة؛ فبدلًا من أن يقول الأرض مركز العالم والشمس تدور حولها، قال: إن الشمس هي المركز والأرض تدور حولها، فنجح وحُلَّت مشاكله العلمية. وكذلك نجحت حين قلت: الناس حتى اللحظة كانوا يحسبون أن الحقائق هي المركز والفكر يدور حولها. ولكن بدأت أقول: الفكر هو المركز والحقائق تدور حوله، وأبسط الحقائق هو الإحساس .. فما يزعم الناس حول الإحساس؟ إنه انعكاس الحقيقة على الذهن، ولكن أقول: بل هو صبغة الذهن للحقائق. أنا أقول: صحيح أن هناك حقائق نحس بها، ولكن لم يكن من الممكن الإحساس بها إلَّا في حدود الزمان والمكان. ولدى التعمق أكثر من هذا، نرى أن الزمان لا يعني سوى نسبة الإنسان إلى الأحداث. وأما المكان فهو نسبة الإنسان (ونعني به هنا الفكر) إلى الأشياء. فاليوم يعني:


[1] إيمانويل كانت- كنْت (immanuel kant) (4271 -4081( ) وقد يكتب «عمانوئل كانط») فيلسوف من القرن الثامن عشر ألماني من بروسيا ومدينة كونغسبرغ. كان آخر فيلسوف مؤثر في أوروبا الحديثة في التسلسل الكلاسيكي لنظرية المعرفة خلال عصر التنوير الذي بدأ بالمفكرين جون لوك، جورج بركلي وديفيد هيوم. خلق كانت منظورًا واسعًا جديدًا في الفلسفة. أثر في الفلسفة حتى القرن الواحد والعشرين. نشر أعمالًا هامة عن نظرية المعرفة، كذلك أعمالًا متعلقة بالدين والقانون والتاريخ. واحد من أكثر أعماله شهرة هو (نقد العقل المجرد)، الذي هو بحث واستقصاء عن محدوديات وبنية العقل نفسه. هجم في الكتاب على الميتافيزياء التقليدية ونظرية المعرفة وأجمل مساهمات كانت في هذه المساحات. الأعمال الرئيسة الأخرى في نضجه أو شيخوخته هي: (نقد العقل العملي) الذي ركز على الأخلاق، ونقد الحكم الذي استقصى الجمال والغائية.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست