responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 77

2- آراء في قيمة المعرفة

العقل حيث يكشف شيئًا، لا يتردد فيه ولا يقبل أي نوع من التشكيك حوله؛ لأنه يراه واضحًا مميَّزًا مشهودًا.

ومن هنا لا يُصدر العقل حكمًا إلَّا إذا كان موثوقًا به 100%، وهناك يصح الاطمئنان به كاملًا، ويحصل القلب على السكينة. والعلم بعضٌ من العقل وهو الشهود المباشر، والكشف الواضح للأشياء. ولأنه كذلك فإنه يقيم ذاته، ويُعطي للنفس السكينة والاطمئنان وبصورة لا تقبل الشك. ونحن إذا أردنا أن نقيّم العلم فهل نقيّم بغير العلم أم بالعلم ذاته؟ والعلم إذا تشككت فيه لا يقيّم نفسه، والجهل- بالطبع- لا يقيّم العلم.

عندما بحثنا عن المعرفة في منهج القرآن، بيَّنا أن العقل نور هادٍ يكتشف ذاته بذاته، والعلم- لأنه وليد العقل- فإنه يُقيَّم بالعقل، والتقييم بالنسبة إليه خطأ، لأنه لا يكون إلَّا به ولكن الإنسان أعرض بوجهه عن عقله، وحاول إعطاء قيمة للمعرفة بعيدًا عنه.

ولتقييم المعرفة تاريخ طويل؛ ففي اليونان اجتاحت الفكر موجة عارمة من السفسطة في القرن الخامس الميلادي، كان مبدعوها ومغذوها طائفة من السياسيين المحترفين، جمعوا كل من فشل في حياته الشخصية ليُعلِّموه طريقة الجدل، ويُقحموه في حقل السياسة. وهكذا أصبحت المناقشات اللاعقلانية سيدة الموقف في اليونان.

وتطورت هذه الحالة حتى أدَّت إلى مبدأ غورغياس [1] الذي ألَّف كتابًا في (عدم


[1] ولد في ليونتيوم (375- 480)، وتتلمذ على يد أنبادوقليس، واشتغل بالطبيعيات. اهتم باللغة والبيان، فكان أفصح زمانه وأبلغهم. جاء إلى أثينا يطلب العون لمدينته على أهل سراقوصة، فأعجب الناس بأثينا ببلاغته. يصوره أفلاطون في الحوار المعنون باسمه على أنه مفاخر بمقدرته على الإجابة عن أي سؤال يلقى عليه. مات في تساليا وقد قاربت سنه المائة أو جاوزتها، وعظم صيته، وضخمت ثروته. وضع كتابًا في اللاوجود قدم به إلى التمثيل لفنه، والإعلان عن مقدرته بالرد على الإيليين والتفوق عليهم في الجدال.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست