responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 74

وأنه لو تجرد الإنسان عن الإحساس لتجرد عن كل معارفه.

ومن هنا: تنفي هذه النظرية وجود معلومات سابقة (أو ما نسميه بالعقل)، ولذلك فهي تبعد عن ذاتها كل محاولة لمعرفة ما وراء المادة (الغيب). وتزعم هذه النظرية: أن الإنسان لا يمكنه أن يعرف حقيقة إلَّا بتجربتها مباشرة، فليست هناك حقيقة استنباطية يسير فيها الفكر من الحقائق العامة إلى الحقائق الجزئية. فالمثل التالي مستبعد كليًّا عن المنهج التجريبي: كل فلز يمتد بالحرارة والحديد فلز فلابد أن يمتد بالحرارة. بل يجب أن نجرب الامتداد على الحديد بالذات حتى يمكننا أن نقول: (الحديد يمتد بالحرارة). وهكذا يبعد هذا المنهج كل مثل متشابه، ذلك لأنه يستبعد العلم الكلي (كل فلز يمتد بالحرارة) ويقول: من أين عرفنا هذا العموم، هل من التجربة على الحديد التي كانت بين التجارب التي أجريت على كل فلز؟ وإذًا فلا نستفيد من الكلي (كل فلز يمتد بالتجربة) لأنه لا يعدو أن يكون تكرارًا للمفهوم السابق، أم من دون التجربة على الحديد بين الفلزات.

فمن أين حصلنا على هذا المفهوم، إن لم نكن قد جربنا كل الفلزات؟. والعلم لا يحصل من دون التجربة.

الماركسية تتناقض:

لقد سبق القول في نقد النظرية الحسية، ونلخصه فيما يلي:

1- أن قيمة الحس والتجربة لا يمكن أن تثبت إلَّا بوجود شيء عند النفس يُمكِّنها أن تقيّم الحس والتجربة. وذلك ما نسميه بالعقل. ولو افترضنا عدم وجودها فما الذي تفيدنا قيمة الحس والتجربة؟.

قال فريق منهم: إن التجربة ذاتها دليل تقييمها .. حسنًا؛ فتلك التجربة التي تقيم التجارب الأخرى، هل هي ذات قيمة أم لا؟. إذا كانت لها قيمة فمن أين عرفنا قيمتها؟.

والواقع أننا نؤمن بقيمة التجربة، وهذا الإيمان نابع من عقولنا التي تحكم بذلك.

2- كيف يمكننا تفسير العلة والمعلول، والحسن والقُبح، والخير والشر؟ هل هذه الحقائق تدرك أيضًا بالتجربة؟. وكيف، مع أنها معلومات لها من القيمة لدينا كقيمة التجربة، ولها من الوضوح كوضوحها؟.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست