responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 58

(كما قال كاردوزو). أما العالم النابغة فيسلك بالغريزة الطريق المؤدي إلى الاكتشاف» [1].

وكل من يقوم بدراسة حالة العظماء يعرف أن المعرفة لم تحدث لديهم إلَّا بشكل من الاكتشاف المفاجئ. إن هذا الامتداد يحدث بنور العقل الخالص دون أية دوافع نفسية أو مصلحية، وهذا هو الذي يميزه عن الامتداد الكاذب. إذ إن ذلك الامتداد يحدث برغبة نفسية معينة، أما هذا الامتداد فإنه هو الذي يقود البشر إلى الاعتراف بصورة جازمة دون أية دوافع.

والسؤال، هنا: كيف يحدث هذا الامتداد؟، وما هي السبل الكفيلة لسلامته والمحافظة عليه دون دواعي الشهوة البشرية؟.

جوابًا عن هذا التساؤل: لابد أن نعلم أن العقل يقوم بدورين أساسين في تحويل الإحساس إلى علم، يتلخص الدور الأول في توجيه الجوارح، توجيهًا صحيحًا، والتثبُّت في إحساسها، والمقارنة بين الأحاسيس المختلفة. في حين يتلخص الدور الثاني في المقارنة بين الإحساس والأحكام العقلية (السابقية). كذلك المقارنة بينه وبين التجارب الماضية. وبالتالي تأمين القفزة الصائبة من الإحساس إلى العلم.

وفيما يلي نشير إلى نوعية قيام العقل بهذه الأعمال:

نقد العقل للإحساس

1- إن هناك شروطًا تمهيديةً للتجربة يبينها العقل. فمثلًا: لا يجرب الإنسان حقيقة تبدو له أنها مفروغ من صحتها أو فسادها، إنه لا يجرب مثلًا: ثقل الحديد الذي يرسب به إلى قعر الماء. وبالفعل حين قال رجل لصاحبه: تعالَ نجرب صنع سفينة من حديد؛ استخف به ورمى بقطعة حديد في الماء وقال: انظر يا غبي كيف رسبت؟. ولكن الواقع: أن السفينة قد تكون من حديد، وأنها كانت من جهالة الرجل حين اعتقد أنها مستحيلة .. ولو امعنَّا النظر، عرفنا أن الرجل كان غائب العقل حين قال بذلك، إذ إن العقل الصحيح لا يحكم باستحالة مثل ذلك.

من هنا نعلم أن هناك شروطًا لمرحلة ما قبل التجربة يجب توافرها سلفًا، من أهمها وجود مناخ فكري مناسب لها عند المجرب ذاته، وهو لا ينشأ دون وجود عقل منفتح.


[1] الإنسان ذلك المجهول: ص 146.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست