responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 53

ريب أنه تطورت أهواؤه، ولكن هل المعرفة العقلية أيضًا تطورت فيه؟ هل نسي معادلاته الرياضية؛ مثلًا هل نسي أن 5* 25/ 5؟. أم أنه نسي نظرية فائض القيمة الماركسية بمجرد تطور حالته؟ أم أنه لم يعد يتحسس بجمال التضحية، وروعة الحق، وحسن العدل؟.

صحيح أنه لا يريد أن يعرف كل ذلك، ولكن هل هو فعلًا لا يستطيع أن يعرفها، وهل افتقد ذلك النور الذي كان يعرف به تلك الحقائق؟ هناك فرق بين ألَّا يريد وألَّا يقدر، وكم من شيء لا يريده المرء وهو قادر عليه.

إن هذه المناهج اشتبهت مرة واحدة فوقعت في سلسلة لا تنتهي من التناقضات، تلك المرة كانت حين وضعت النفس مكان العقل، وحسبت أن تأثر النفس يعني تأثر العقل أيضًا. وكما سبق فنحن لا ننكر دور الحالات المؤثرة في طبيعة الإنسان، ولكن ننكر أن تكون هذه الطبيعة كل شيء عند الإنسان. إنما نؤكد أن وراءها شيئًا آخر هو نور العقل.

ولقد ذكَّر الإسلام بدور (الأهواء) في تضليل الإنسان ولكنه لم يغفل عن دور الإرادة والعقل- والذي يجب الاعتماد عليه- في صياغة الإنسان. قال سبحانه: وَ لا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَ اتَّبَعَ هَواهُ [1].

في هذه الآية يُبين القرآن وجود علاقة بين الغفلة واتِّباع الهوى، إلَّا أنه لا يجعل الهوى مؤثرًا في النفس إلَّا بإرادة الإنسان حين يقول: وَ اتَّبَعَ هَواهُ. فالاتِّباع عمل ولا يحدث دون إرادة.

ويقول: بَلِ اتَّبَعَ الَّذينَ ظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ [2]، في هذه الآية، يفصل القرآن بين العلم واتِّباع الهوى، ويجعلهما مختلفين. ويأمر في آية ثالثة المؤمن بمخالفة الهوى ويجعل له في ذلك ثوابًا عظيمًا، فيقول: وَ أَمّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى [3].

جيم: الفكرة بين العقل والإحساس:

الإحساس هو المصدر الثالث والأخير من مصادر الفكرة. ودور الحس لا ينكر إلَّا من قبل أولئك المثاليين الذين نسوا دور العقل في توجيه الحس، فأنكروا دور الحس أيضًا.


[1] سورة الكهف، آية: 28.

[2] سورة الروم، آية: 29.

[3] سورة النازعات، آية: 40- 41.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست