responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 37

العقل وتقييم الأفكار

ملاحظات أولية:

1- إن أول ما نستكشفه لدى السير في ضوء المنهج الجديد، هو أن للإنسان نورًا يستطيع به تقييم أفكاره. وهذا ما يفرقنا عن الحسيين والتجريبيين الذين رفضوا الاعتراف بوجود مسبقات ثابتة تقيِّم بها النفس أفكارها المختلفة.

2- الأحكام العقلية لا تكون موجودة عند الإنسان منذ ولادته. قال الله سبحانه: وَ اللّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا [1]، والآية لا تعدو أن تكون تنبيهًا إلى واقع العقل والعلم، وأنهما هما النوران الكاشفان اللذان لم يكن أحد منا يملكهما حينما أُخرج من بطن أمه، ثم أصبح الآن يملكهما. فلابد- إذًا- أن يعترف أنهما من الله، لانه لو كان من نفسه إذًا لكانا لديه منذ الطفولة. وليست الآية تنفي وجود نور في النفس بصورة مجردة عن المادة المحسوسة، فهي لا تتنافى مع وجداننا هذا النور بصورة فجائية عند البلوغ. ذلك لأنه- حسب النظرة الإسلامية- إنما يوهب العقل للنفس بعد البلوغ حيث يقوم الإنسان بالحكم على الأعمال والأفكار بالصحة والفساد، وهي الحالة التي تُرافق التمذهب عند الأفراد أيضًا .. وجاء في الحديث عن الرسول (ص):

«يُولَدَ هَذَا المَوْلُودُ وَيَبْلُغَ حَدَّ الرِّجَالِ أَوْ حَدَّ النِّسَاءِ، فَإِذَا بَلَغَ كُشِفَ ذَلِكَ السِّتْرُ، فَيَقَعُ فِي قَلْبِ هَذَا الْإِنْسَانِ نُورٌ، فَيَفْهَمُ الْفَرِيضَةَ وَالسُّنَّةَ وَالجَيِّدَ وَالرَّدِيءَ. أَلَا وَمَثَلُ الْعَقْلِ فِي الْقَلْبِ كَمَثَلِ السِّرَاجِ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ»[1].


[1] سورة النحل، آية: 78.

[2] بحار الأنوار: ج 1، ص 99.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست