responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 347

6- السياسة الإسلامية

1- الإسلام يقرر أن المُشرِّع الوحيد هو الله سبحانه؛ ذلك لانه فقط مالك الناس .. والناس لا يملكون حتى أنفسهم تجاه الله، في حين أن الله أعرف بحالهم وما يُصلحهم ويُفسدهم في الدنيا والآخرة.

قال الله سبحانه: إِنِ الْحُكْمُ إِلّا لِلّهِ .. [1].

وقال تعالى: يا داوُودُ إِنّا جَعَلْناكَ خَليفَةً فِي اْلأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النّاسِ بِالْحَقِ وَ لا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبيلِ اللّهِ إِنَّ الَّذينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبيلِ اللّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَديدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ [2].

أما السيطرة التي يمارسها القادة في الدولة الإسلامية الشرعية، فإنها ناشئة من هذا الأمر، فحيث إن الله هو المالك الحاكم، فلابد أن يُعيِّن من يُتَّبَع في الأرض .. وليس لأحد من العباد أن يفرض سلطانه على الناس إلَّا بسلطان من الله.

2- إن الإسلام لا يعترف بسيادة الإنسان على نفسه من دون أن يُقرِّرها له الله ربه وخالقه ومالك أموره ومن إليه مصيره، ولذلك فهو يضع أول قواعد السياسة على أساس معتدل فيرتفع البناء باعتدال، في حين أن فلاسفة البشر (أمثال لوك وروسو) يُقرِّرون حق السلطة للبشر فينحرف بهم السير من المنطلق حتى النهاية؛ ذلك لأنه:

ألف: إذا كان حق السلطة للبشر، كان لكل منهم الخروج عليها متى شاء؛ إذ ليست السلطة أكثر من شيء أراده الفرد في زمن، فإذا ما أراد يومًا رفضه، فلماذا لا يجوز له ذلك؟. لماذا نأخذ بكلامه الأول دون الثاني؟.


[1] سورة يوسف، آية: 40.

[2] سورة ص، آية: 26.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست