responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 270

فَلَا حِسَّ وَلَا مَحْسُوسَ، ثُمَّ أُعِيدَتِ الْأَشْيَاءُ كَمَا بَدَأَهَا مُدَبِّرُهَا، وَذَلِكَ أَرْبَعُمِائَةِ سَنَةٍ تَسْبُتُ فِيهَا الخَلْقُ، وَذَلِكَ بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ.

قَالَ الزِّنْدِيقُ: وَأَنَّى لَهُ بِالْبَعْثِ وَالْبَدَنُ قَدْ بَلِيَ وَالْأَعْضَاءُ قَدْ تَفَرَّقَتْ، فَعُضْوٌ بِبَلْدَةٍ يَأْكُلُهَا سِبَاعُهَا، وَعُضْوٌ بِأُخْرَى تَمْزِقُهُ هَوَامُّهَا، وَعُضْوٌ قَدْ صَارَ تُرَابًا بُنِيَ بِهِ مَعَ الطِّينِ حَائِطٌ.

قَالَ (ع):

إِنَّ الَّذِي أَنْشَأَهُ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ، وَصَوَّرَهُ عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ كَانَ سَبَقَ إِلَيْهِ؛ قَادِرٌ أَنْ يُعِيدَهُ كَمَا بَدَأَهُ.

قَالَ الزِّنْدِيقُ: أَوْضِحْ لِي ذَلِكَ!.

قَالَ (ع):

إِنَّ الرُّوحَ مُقِيمَةٌ فِي مَكَانِهَا، رُوحَ المُحْسِنِ فِي ضِيَاءٍ وَفُسْحَةٍ، وَرُوحَ المُسِيءِ فِي ضِيقٍ وَظُلْمَةٍ، وَالْبَدَنُ يَسِيرُ تُرَابًا مِنْهُ خُلِقَ، وَمَا تَقْذِفُ بِهِ السِّبَاعُ وَالهَوَامُّ مِنْ أَجْوَافِهَا مِمَّا أَكَلَتْهُ وَمَزَّقَتْهُ، كُلُّ ذَلِكَ فِي التُّرَابِ مَحْفُوظٌ عِنْدَ مَنْ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَيَعْلَمُ عَدَدَ الْأَشْيَاءِ وَوَزْنَهَا. وَإِنَّ تُرَابَ الرُّوحَانِيِّينَ بِمَنْزِلَةِ الذَّهَبِ فِي التُّرَابِ فَإِذَا كَانَ حِينَ الْبَعْثِ مَطَرَتِ الْأَرْضُ مَطَرَ النُّشُورِ، فَتَرْبُو الْأَرْضُ ثُمَّ تَمْخَضُ مَخْضَ السَّقَّاءِ فَيَصِيرُ تُرَابُ الْبِشْرِ كَمَصِيرِ الذَّهَبِ مِنَ التُّرَابِ إِذَا غُسِلَ بِالمَاءِ وَالزُّبْدِ مِنَ اللَّبَنِ إِذَا مُخِضَ، فَيَجْتَمِعُ تُرَابُ كُلِّ قَالَبٍ فَيُنْقَلُ بِإِذْنِ الْقَادِرِ إِلَى حَيْثُ الرُّوحُ، فَتَعُودُ الصُّوَرُ بِإِذْنِ المُصَوِّرِ كَهَيْئَتِهَا وَتَلِجُ الرُّوحُ فِيهَا، فَإِذَا قَدِ اسْتَوَى لَا يُنْكِرُ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا ..»[1].

2- أي الأبدان تحشر؟

منذ أن يتكوَّن الجنين وإلى أن يموت وبعد سبعين عامًا مثلًا يتبدل جسم الإنسان أكثر من مرة، ففي كل سبع سنوات تتغيَّر كل خلايا الجسم، فإذا اعتقدنا بعودة الأجسام، فأي الأبدان، وأي الخلايا تعود مع الروح؟. كلها؟. فيكون جسم الإنسان أكبر من وضعه الفعلي عدة مرات عند الحشر، أو بعضها؟. وأي بعض؟. أم يحشر الإنسان في جسم جديد؟.

في الافتراض الأول- عودة كل الخلايا التي أصبحت في يوم ما جزءًا للإنسان- يلزم أن تكون الخلايا الكونية تُعذَّب حينًا وتستريح حينًا آخر؛ ذلك لأن المحتمل أن تصبح الخلية الواحدة بجسم كافر ثم تصبح جزءًا لجسم مسلم فيكون بعض جسم الكافر في الجنة


[1] بحار الأنوار: ج 10، ص 185.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست