responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 235

1- الحاجة إلى الإمام

كما لا تكمل الرسالة من دون الرسول (ص) كذلك لا تتم الشريعة من دون إمام.

ذلك لأن طبيعة البشر تهوي به إلى أسفل ولا يكفيها وجود شريعة محفوظة في الأسفار، بل لا بد من تجسيد تلك الشريعة في إنسان يتمتع بتفوق تشريعي يُعطيه صلاحية تطبيق الشريعة على الناس؛ إذ لا بد لكل قانون من مُطبِّق نافذ الكلمة وإلَّا عاد القانون حبرًا على ورق.

ولقد شاء الله تبارك وتعالى أن يُسعد الإنسان في الحياة دون أن يضطره إلى ذلك فيسلبه كرامته وحريته، إذ إنهما أعز على الإنسان حتى من السعادة ذاتها. وهكذا كان ينبغي عليه أن يوفر له كل وسائل السعادة حتى إذا شاء أخذ بها، فشرع له الشرائع وعبَّد له المناهج، ثم بعث رسولًا يُبيِّن له ويُنذره ويُبشِّره ويدعوه إلى تطبيق ذلك ويُشرف على تنفيذه، وكان عليه لهذه الناحية ألَّا يترك الخلق فوضى دون مُنفِّذ للشريعة بعد الرسول (ص)، بل كان ينبغي أن يُعيِّن لهم أئمة يتمتعون بما يتمتع به الرسول من صلاحيات، ويقومون بما يقوم به الرسول (ص) من مهمات. كل ذلك إتمامًا للنعمة وتحقيقًا للحكمة وتوفيرًا لوسائل السعادة التي هي الهدف النهائي لحياة الإنسان.

ولكن كما لم يشأ الله أن يُكرِه الناس على الهدى في عهد الرسول إبقاءً لهم على النعمة الكبرى الموهوبة لهم، وهي نعمة الحرية؛ فكذلك لم يشأ أن يجبرهم على اتِّباع الإمام جبرًا. وهكذا أبقى على الإمام الأخير صاحب الزمانF  إتمامًا لحجته على خلقه، وتوفيرًا لمنتهى ما يمكنهم أن يبلغوه من سعادة الدنيا والآخرة.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست