responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 210

له. أما إذا نزلت الرسالة على شكل ألواح بين الناس فمن المؤكد إلَّا يفيد شيئًا، كيف وقد جاء الرسل بالرسالة فلم يُؤمن الناس بهم إلَّا قليل.

بماذا يعرف الرسول؟

هناك عدة وسائل يعرف الناس بها الرسول، ونحن إذ نشير إليها لا يُمكننا أن ندَّعي أنها كل الطرق الممكنة إلى معرفة الرسول، بل لعله توجد وسائل أخرى إلى هذه المعرفة.

1- الرسالة:

لقد سبق آنفًا أن هناك عدة أسباب تدعو إلى الرسالة والتي لا يُفلح البشر من دونها، وعرفنا بها أن الرسالة واجبة، كما عرفنا أنها هي الغاية من بعث الرسول. ومن هنا نعرف أنه لابد لكل رسالة من الإحاطة بحاجات الناس ووفائها بها؛ إذ إن أي رسالة لا تفي بهذه الحاجات لا يمكن أن تكون من عند الله. إذ إن الله ليس بعاجز عن توفير كل ما يحتاج إليه الإنسان، ورحمته لا تضيق عن ذلك، فعدم توفرها في رسالة دليل على عدم صحتها، كما أن توفرها من حيث المجموع دليل على أن الرسالة من عند الله سبحانه؛ لأنه لم يأت من البشر أحد ادَّعى أنه جاء إليهم بكل هذه الحقائق التي يحتاج الإنسان إليها [1]، ولأنه لا يمكن لبشر عادي أن يأتي من عند نفسه بكل ذلك.

2- الرسول:

إن شخصية الرسول وما لها من صفات حميدة، حجة أخرى على صدق رسالته. فإذا عُرِفَ بالطهارة من كل دنس والتعالي عن كل رذيلة، لا يستهويه عن الحق منصب ولا يستدرجه إلى الباطل مأثم، رأيناه يدَّعي أنه رسول من عند الله عالمًا بأن ادِّعاءه هذه المرتبة


[1] والسبب المعقول لذلك أن أحد الوجوه التي ذكرناها لضرورة الرسالة هو التذكير بالله سبحانه، وما التذكير بالحق، ولا يُذكِّر بالله إلَّا من يعتقد به ويُديم ذكره، كما لا يُذكِّر بالحق إلَّا من يعمل به، وغير الأنبياء لا يريدون أن يلزموا أنفسهم بالحجة إذ ما أن يُذكِّروهم بها حتى يُطالبهم الناس بالعمل بما يقولون؛ ولهذا فإن أحدًا منهم لم يدَّعِ ذلك. فالفلاسفة لم يقولوا: إنهم جاؤوا من قبل الله وإن كُلًّا منهم يُصدِّق من سبقه ويُصدِّقه من لحقه، ولا إنهم جاؤوا مبشرين ومنذرين. والمصلحون سواء السياسي منهم أو الاجتماعي أو الاقتصادي لم يدَّعوا أن إصلاحهم شامل لجميع مناحي الحياة الفكرية والعملية في دار الدنيا وفي الآخرة، بل كانوا بين منكر للحشر والمعاد وبين من حصر إصلاحه على ناحية واحدة من الحياة، ثم إن أحدًا منهم لم يدَّع أنه جاء من عند الله تعالى. وقد سبق أنه يجب أن يكون النبي من عند الله. ولقد أوضحنا ذلك عند بيان الحاجة إلى الرسالة وكيف أن البشر عاجز بذاته عن تحقيقها.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست