responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 192

لله وحبا لمن خلقه الله. فالنفس المؤمنة نفس محبة للناس أجمعين ولا يمكن لهذه النفس أن تحقد أو تحسد أو تبغض أو تغضب (إلَّا للحق)، ولا يمكن أن يقوم صاحبها بما ينغص على الناس عيشهم كالنميمة والغيبة والسب والإهانة، وكل أذى.

والخلاصة: النفس المؤمنة يغمرها الحب؛ ولهذا فهي مبعث الخير والجمال.

في القرآن يصف الله المؤمنين: وَ عِبادُ الرَّحْمنِ الَّذينَ يَمْشُونَ عَلَى اْلأَرْضِ هَوْنًا وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلامًا (63) وَ الَّذينَ يَبيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَ قِيامًا ... وَ الَّذينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَ إِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرامًا [1].

وجملة أخيرة: إن الإيمان بالله هو الذي يُنفِّذ شرائع الدين وتعاليمه، ولا يمكن أن يُستغنى عنه بأي شيء آخر:

1- فالتربية مهما تكن صالحة، فإن النفس قد تهوى الرذيلة بسبب اتِّباع مصلحتها الذاتية، هذا مع أن الحصول على التربية الصالحة قد يتعذر للناس جميعًا.

2- وقوانين العقوبات، مضافًا إلى أنها تختص بما إذا كانت هناك حكومة صالحة، فإنها لا تستطيع أن تمنع الجريمة، كما تدل على ذلك زيادة الجريمة في الدول المتقدمة.

3- والضغط الاجتماعي لا يؤثر إلَّا في مجال محدود.

وفي الإيمان بعد ذلك قوة لا توجد في أي شيء آخر، ذلك لأنه يقوم بتوجيه رشيد من داخل الذات ويجعل فيها ما يراقبها ويوجه خلجات النفس وانحرافاتها الداخلية.

وأخيرًا المؤمن يعيش مع الله الخالق القدير الذي يقول:

«يَا ابْنَ آدَمَ! أَنَا أَقُولُ لِلشَّيْءِ كُنْ فَيَكُونُ، أَطِعْنِي فِيمَا أَمَرْتُكَ أَجْعَلْكَ تَقُولُ لِلشَّيْءِ كُنْ فَيَكُون»

[2]. فما أعظمه مقامًا.

والآن دعنا نسأل: أليس من الأفضل أن نكون مؤمنين حقًّا وأن نغرس في قلوب الآخرين بذور الإيمان؟.

ماذا يضرنا لو آمنا بربنا الذي يدعونا إليه ويهب لنا فلاح الدنيا والآخرة، ويوفقنا للخيرات، ويعصمنا من السيئات، ويستجيب لنا الدعوات؟.

فلنؤمن بالله ولنزدد إيمانًا.


[1] سورة الفرقان، آية: 63- 72.

[2] بحار الأنوار: ج 90، ص 376.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست