responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 185

إذًا فإن كانت وراء هذه الحياة حياة أخرى فإن المؤمنين هم الفائزون فيها لا ريب في ذلك، بشهادة الفطرة والوجدان بأن جزاء الخير لا يمكن أن يكون شرًّا.

وفي النصوص التالية شهادة على الفلاح الذي يُحرزه المؤمنون في الآخرة، ولكن يجب أن نعلم في البدء أنه لا يمكن أن نعتقد- ونحن عقلاء- بأن الله يأمر عباده بطاعته ويعدهم بالجزاء الحسن في الآخرة ثم يُخلف وعده. فلماذا يُخلف؟. هل لأنه كان محتاجًا إليهم فأراد أن يخدعهم ليُطيعوه ثم يُخلف وعده، أم أنه عاجز عن الوفاء لهم بوعده؟. سبحانه!. ليست هذه من صفة الخالق الغني الوهَّاب.

وبعدُ؛ فلنعرف ما هي حقيقة الفلاح في الآخرة التي أثبتتها النصوص للمؤمنين:

يموت المؤمن بعد أن يرى محله من الجنة ثم تزف روحه إلى جنة البرزخ، حتى تتمتع بالملاذِّ الروحية. ويؤمن من قبل الملائكة عن أهوال يوم القيامة، ثم ينتظر في ظل عرش الله حتى يتم الحساب، ثم تزلف إليه الجنة فيدخلها آمنًا. ويجد على أبواب الجنة مكتوبًا (للخلود)، ويهب له الله خيرات ليست الدنيا بالنسبة إليها إلَّا كالرمل في البادية الفضفاضة، له سبعمائة ضعف مثل الدنيا، وله سبعون ألف قبة، وسبعون ألف قصر، وسبعون ألف حجلة، وسبعون ألف إكليل، وسبعون ألف حلة، وسبعون ألف حوراء عيناء، وسبعون ألف وصيف، وفي الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وفيها ملاذّ روحية، وفيها رضوان الله، وفيها أمان من النار، تلك النار التي يصفها جبرئيل (ع) للنبي (ص) بقوله:

«.. أَوْقَدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ فَاحْمَرَّتْ، ثُمَّ أَوْقَدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ فَابْيَضَّتْ، ثُمَّ أَوْقَدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ فَاسْوَدَّتْ، فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ لَا يُضِيءُ جَمْرُهَا، وَلَا يَنْطَفِئُ لَهَبُهَا. وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ نَبِيًّا، لَوْ أَنَّ مِثْلَ خَرْقِ إِبْرَةٍ خَرَجَ مِنْهَا عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَاحْتَرَقُوا عَنْ آخِرِهِمْ. وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ جَهَنَّمَ ثُمَّ أُخْرِجَ مِنْهَا لَهَلَكَ أَهْلُ الْأَرْضِ جَمِيعًا حِينَ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ لِمَا يَرَوْنَ بِهِ، وَلَوْ أَنَّ ذِرَاعًا مِنَ السِّلْسِلَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ وُضِعَ عَلَى جَمِيعِ جِبَالِ الدُّنْيَا لَذَابَتْ عَنْ آخِرِهَا، وَلَوْ أَنَّ بَعْضَ خُزَّانِ (جهنم) التِّسْعَةَ عَشَرَ نَظَرَ إِلَيْهِ أَهْلُ الْأَرْضِ لَمَاتُوا حِينَ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَلَوْ أَنَّ ثِيَابًا مِنْ ثِيَابِ أَهْلِ جَهَنَّمَ خَرَجَ إِلَى الْأَرْضِ لَمَاتَ أَهْلُ الْأَرْضِ مِنْ نَتْنِ رِيحِهِ ..»[1].

هذا فلاح المؤمن في الآخرة، إنه ينجو من هذه النيران.


[1] بحار الأنوار: ج 67، ص 393. ولسنا بحاجة إلى ذكاء خارق حتى نُقارن هذه النيران بالقنابل النووية التي تصنعها يد الإنسان فيزول عجبنا ونعلم أنها الجد لا الهزل.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست