responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 168

بالرغم من وجود نظام متناسق فيها فإن فيها مجالًا واسعًا لما نسميه بالصدف.

2- قال طاليس (من قدماء فلاسفة اليونان): لقد كانت المادة ذرات أزلية فاصطدمت ببعضها وكان الكون ... وإلى هذه النظرية ذهب بعض الماديين الجدد قائلين: إن المادة عبارة عن الذرات الصغار الخالدة التي لا عدم فيها، أنها تتكون بين فترة وأخرى بشكل أو بآخر ثم تتلاشى لتتكون بصورة جديدة.

ويقول (هكسلي): لو جلست ستة قرود على آلات كاتبة تضرب على حروفها ملايين السنين فلا نستبعد أن نجد في بعض الأوراق الأخيرة التي كتبوها قصيدة من قصائد شكسبير، فكذلك كان الموجود الآن نتيجة لعمليات عمياء ظلَّت تدور في المادة لبلايين السنين.

الجواب:

ألف: كيف ومن أين عرفتم أن المادة كانت أزلية؟. هل كنتم مع المادة في أزلها، أم آمنتم بها غيبًا؟.

فإذا أجبتم بالثاني قلنا: إذًا من أين وكيف آمنتم بأزلية المادة غيبًا وأنكرتم الله؟. كيف صح أن تُؤمنوا بما لا ترونه ولا يصحّ للموحدين الإيمان بما لم يروه؟. ونسأل أيضًا: هل المادة الأزلية كانت حيّة؟. فمن أين جاء الموت، أم هي ميتة فمن أين جاءت الحياة؟. وإنكم تقولون: إن المادة تصادمت مع بعضها، فما الذي سبَّب تصادم أجزاء المادة؟. أبالصدفة كما يقول (طاليس) أم بالضرورة أم بإرادة واختيار؟.

باء: فإن قلتم بالصدفة.

قلنا: ألستم تقولون: إن للطبيعة قوانين معينة لا يخرج عليها ولا يشذّ عنها، فكيف حادت عنها؟. أم كيف تركت نظامها إلى نظام جديد؟. ثم هل تأتي الصدفة بهذا النظام الدقيق المتناسق الذي يُحيِّر العقل من دقته وعمقه وإتقانه؟.

إن الصدفة لا تصنع ساعة يد- كما يقول آينشتاين- فكيف تصنع العقل المفكر والأجهزة المُحيِّرة للعقول الموجودة في الدماغ؟.

وكما يقول أحد العلماء: إن القول بأن الحياة وُجدت نتيجة (حادث اتِّفاقي) شبيه

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست