responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 12

بالرهبة، والطمع بالخوف، وتأتي الصواعق وهي مرسلة من لدن حكيم قدير، والأهداف مرسومة لها سلفًا؛ عندئذ تذكر ربك وعقوبته الشديدة، فلا تجادل فيه، بل أسلم له وجهك حنيفًا مسلمًا.

بلى؛ إن هذا المنهج القرآني الذي يفسر ظواهر الكون وسنن الله فيه تفسيرًا إلهيًّا، إنه يجعل المؤمنين يتذكَّرون ربهم كلما غشيتهم ظاهرة كونية أو أعقبتهم سنة إلهية.

يقول ربنا سبحانه عنهم: إِنَّ في خَلْقِ السَّماواتِ وَ اْلأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ لآياتٍ لأُولِي اْلأَلْبابِ (190) الَّذينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيامًا وَ قُعُودًا وَ عَلى جُنُوبِهِمْ وَ يَتَفَكَّرُونَ في خَلْقِ السَّماواتِ وَ اْلأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ [1].

إن منهج القرآن يُربِّي مثل هؤلاء المؤمنين؛ لأنه يُعطيهم بصيرة إلهية ينظرون من خلالها إلى العالم المحيط بهم، وكلما توغَّلوا فيه ازدادوا إيمانًا وتسليمًا.

بصائر القرآن في معرفة التاريخ:

ويُعطي القرآن الحكيم المؤمنين البصيرة الإلهية في التاريخ لينظروا من خلالها إلى الغابرين ويعتبروا بمصيرهم. ذلك بأن الإنسان تشدُّه حوادث التاريخ بقدر ما تستثيره ظواهر الحياة الراهنة، وهو مفطور على النظر إلى الماضي. إذًا فلينظر إليه من خلال بصيرة إلهية ليزداد إيمانًا بربه وتسليمًا لسننه وشرائعه كلما نظر في أحوال الغابرين. يقول ربنا سبحانه: أَ وَ لَمْ يَسيرُوا فِي اْلأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَ أَثارُوا اْلأَرْضَ وَ عَمَرُوها أَكْثَرَ مِمّا عَمَرُوها وَ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانَ اللّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [2].

وقد يُذكِّرنا ربنا بمصير قوم نعرفهم في التاريخ، ويُعطي تفسيرًا إلهيًّا للتطورات التاريخية العظيمة لما تُسمَّى بالحضارات التي سادت ثم دُمِّرت بسبب تخلفهم عن واجب التوحيد ومعرفة الخالق العظيم: وَ عادًا وَ ثَمُودَ وَ قَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ وَ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبيلِ وَ كانُوا مُسْتَبْصِرينَ (38) وَ قارُونَ وَ فِرْعَوْنَ


[1] سورة آل عمران، آية: 190- 191.

[2] سورة الروم، آية: 9.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست