ومن هنا يبدو لي أن المنهج الإلهي في تذكرة الناس بربهم وإعدادهم لاستقبال روح الإيمان، والبدء بالعمل بمسؤولياته، يختلف عن منهج دراسة العقائد في كتب الكلام، أو بالأسلوب المتبع مثلًا في هذا الكتاب. وبالرغم من أن هذا الأسلوب قد يكون نافعًا، ونجد في كتب الاحتجاج أن الأئمة (عليهم السلام) استخدموه أيضًا [2]؛ إلا أنه ليس المنهج الأمثل الذي نجده في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة.
ونحن نُبيِّن- باختصار شديد- بعض جوانب المنهج القرآني الأمثل لعل الإخوة الذين يُدرّسون هذا الكتاب لطلبة العلوم الدينية، حفظهم الله، يستفيدون منه في أسلوب التدريس ويُحوّلون حلقات الدرس إلى منابر توجيهية هدفها إثارة دفائن الفطرة وغرس مكارم الأخلاق، وتبصير الطلبة بحقائق أنفسهم والحياة من حولهم.
إن العقائد ليست مادة دراسية بقدر ما هي تذكرة إلهية هدفها إيقاظ العقل من سباته،