هذه الآيات تصّرح في نهايتها إنّ من لا يعترف بحكومة النبيين، وحكومة الأحبار القائمة على أساس التوراة، والتي هي حكومة دينية قائمة على أساس كتاب الله المقدّس، فانّه كافر.
ونحن ربّما لا نجد من استنتج من هذه الآية موضوع (ولاية الفقيه) ولكنّها- مع ذلك- من الآيات الصريحة في هذا المجال. فالقرآن الكريم يقول: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ) (المائدة، 34) ومن خلال التدبّر يمكن للانسان أن يكتشف الفرق بين الهدى والنور، ومفعول (يحكم) هنا غير مذكور في هذه الجملة، بل في العبارة التالية، والذي يحكم بالتوراة هم النبيّون، والمحكوم عليهم هم الذين هادوا؛ أي إن الذين اعتنقوا الديانة اليهودية يحكمهم الأنبياء عليهم السلام عبر التوراة.
فالتوراة- إذن- هي أداة الحكم، والنبيّون هم الحكام، والمحكوم عليهم هم الذين هادوا. ومن خلال التدبّر في هذه الآية ربّما يتضح لنا سبب استخدام أداة الجرّ