responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان الاسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 130

أما إذا اعتقد شخص ما بأن فلاناً من الناس هو الذي يطعمه أو يرزقه أو يشفيه ولم يذكر الله سبحانه وتعالى، فهو بذلك يمارس لوناً من ألوان الشرك الخفي.

وهنا لابد من القول: إن هناك ألواناً من الشرك الخفي ينبغي أن نقف عندها طويلًا، لأن لها تأثيراً بالغاً في اعتقاد وحياة الإنسان عموماً.

ومن أول وأدق ملامح هذا التأثير أن المرء يكون مسلوب الإرادة، ضعيف المقاومة، جامد الفكر والتفكر إزاء ما يخضع له، ويعبد من دون الله تبارك وتعالى.

فثمّ سنة سماوية تقول: إن من خضع لغير الله وكله الله إليه.

فالإنسان غير المهتدي بنور الإسلام، يخاف من كل ما حوله، لأنه لا معين له ولا سند له بعد الله عزّ وجلّ.

إن من يخف من الطبيعة كالرياح والزلازل والسيول والمطر والبرق والرعد والحيوان والجراثيم والمرض .. يكون إنساناً مكبلًا بما للكلمة من معنى.

فقديماً كان المصريون يخافون من نهر النيل الى حد العبادة، حتى وصل بهم الأمر أن يرموا بأجمل فتياتهم إليه لتحاشي غضبه، وكانوا يعبدون الشمس أيضاً لأنها تبزغ على مزارعهم، وكان بعض الناس يعبدون القمر لما له من تأثير على حركة المد والجزر البحريين، وكان البعض الآخر يعبد النجوم للسبب ذاته، أو لاعتقاده المزيف بأن للنجوم علاقة وثيقة ومؤثرة في حظ الإنسان وطالعه، فكان خوفهم من غضب النجوم عليهم يؤدي بهم الى الخضوع والاستسلام لها وعبادتها، وهم بذلك يسلبون أنفسهم الإرادة والمقاومة والطموح والتقدم.

أما الإسلام؛ فقد جاء ليحذف هذا النهج، وهذا المعتقد من فكر الإنسان؛ بمعنى أنه يؤكد عليه ألا يخاف الشمس، بل يخاف رب الشمس، لأن الشمس أو غيرها من نماذج الطبيعة مجرد مخلوقات لله تعالى، وبالتالي فهي محكومة منذ إيجادها

نام کتاب : البيان الاسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست