وبعد أن بين بيكون عقم الفلسفة القديمة، شرع في بناء المنهج الصحيح للاستقراء. ولكنه قال: لا يمكن الوصول إليه بدون معرفة أسباب الخطأ والتخلي عنها. فما هي إذا أسباب الخطأ التي يسميها بيكون بالأصنام لأنها تُتَّبع بغير فائدة. يقول بيكون إنها أربعة أصنام:
1- أصنام الطائفة (أو الفرع) وهي مقتضيات طبيعة الإنسان التي تشبه المرآة المنحرفة فتعكس الحقائق بغير صورتها الأصلية.
وعلى الإنسان التخلص من صنم طبيعته ... حتى يستطيع نيل المعرفة الصحيحة.
2- أصنام الشخص (الفرد ذاته) وهي التي تفرضها طبيعة الميول الخاصة بكل واحد منا، حيث تسبب هذه الميول الشخصية انحرافات بعيدة في فكر الإنسان.
3- أصنام السوق؛ أي سوق المعرفة وهي الأفكار الخاطئة التي تتسرب إلى أذهاننا بسبب العبارات الغامضة، فعلينا إذا تنقية العبارات حتى نستطيع الوصول إلى الحقائق.
4- أصنام المعرض (معرض الأفكار القديمة) التي تحتوي أفكار الفلاسفة السابقين، وتسبب ضغطا شديدا على أذهاننا، وبالتالي أخطاءا جسيمة.