هنا يكون المنطق الرمزي، هو الخطوة التالية في طريق الكشف عن علاقات الأفكار ببعضها.
فالمنطق الرياضي ليس جانبا آخر من المنطق يباين المنطق الأرسطي وإنما هو منطق صوري في ثوب جديد.
والفائدة الجديدة التي استطعنا تحقيقها من هذا المنطق تتلخص في أمرين:
1- القدرة على تحديد العلاقة الدقيقة بين الأفكار، والتي تنعقد حينما تتسابق الأفكار فنتمكن آنئذ من تحويل الأفكار، فورا، إلى رموز ثم تحديد العلاقات بينها، ثم إعادة فض الرموز وتحويلها إلى الأفكار وأخذ النتيجة منها.
2- القدرة على معرفة علاقات جديدة بين الأفكار، مما أفادتنا السرعة في اجتياز مراحل التفكير الدقيق.
والمعرفة الشاملة للمنطق الرمزي تعتمد على إلمام كاف بالجبر وقواعده العديدة.
والذي يعرف الجبر يعرف وجود فرص كبيرة للعقل في البحث عن أساليب جديدة لحل المشاكل الرياضية. وذات الفرص موجودة في المنطق الرمزي لإيجاد حلول جاهزة وسريعة للمشاكل الفكرية. وقد عمل الفلاسفة والعلماء في سبيل استثمار هذه الفرص وإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل الفكرية. ولا ريب أنهم وفقوا كثيرا في ذلك.
تقييم منطق أرسطو:
لقد تعرض منطق أرسطو لكثير من الهجمات ربما كانت تحاول مناهضة الإفراط في الثقة به خلال ألفي عام. لكن بعيدا عن روح التهجم أو الثقة، يقيّم