responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 580

فقط، له بداية ونهاية، ويمكن أن نشرحها بشكل خاص ومتميز لها [1].

وهذا يعني عدة أمور:

1- إن لكل مجموعة أحداث تاريخية، صلة داخلية تربطها ببعضها، وعلينا أن نتوسع في دراسة هذه المجموعة، حتى نصل إلى تلك الصلة الداخلية، التي قد نسميها مجازا بروح المجموعة. إنه- لكي نفهم تاريخ حضارة ما- علينا أولا أن نقرأ عنها في توسع، حتى نهتدي إلى روحها، ولبابها وهذا هو مفتاح فهمها [2].

2- أهم شيء رابط بين أحداث هذه الفترة، هي سيادة فكرة معينة لا تكون الرابطة- بين الأفراد والطبقات الموجودة- داخل الأمة فقط، بل- وأيضا- تكون المفتاح لفهم الأحداث التي تقع ضمن الفترة. يقول توينبي: إن النموذج العادي للتفكك الاجتماعي من الحضارات، يأخذ صورة انشقاق في صفوف الجماعة، وظهور الطبقة العاملة إلى الميدان، وتحديها للقوة الحاكمة، ويقترن ذلك بعجز هذه الطبقة (الحاكمة) عن الثبات، لذلك التحدي، بسبب التصدع في بنيانها، وعجزها عن الاستجابة- ابداعيا- للتحدي، وشيئا فشيئا، تفقد القيادة سيادتها، وتميل الأمور إلى الغموض [3].

ولكن هل ظهور الطبقة العاملة، هي الميزة الوحيدة للتصدع الحضاري،


[1] - وقد أشار القرآن إلى هذه الحقيقة حينما قسم التاريخ أمما وجعل لكل أمة بداية ونهاية فجاء فيه مثلا: (إلى أجل مسمى ومتعناهم إلى حين).

[2] - عن هذه الروح يقول اشبنلجر: إن الفترة الأولى من حياة، أي حضارة، تشبه العصور الوسطى، الأوروبية، وهي- في نظره- مرحلة طفولة أو صبوة لم تدخل في مرحلة الوعي لنفسها والتنبه إلى قواها، ثم تبدأ- بعد ذلك- مرحلة الضعف والهبوط وإننا نستطيع أن نستشف روح كل حضارة في معاملات الناس في نطاق أي حضارة في كيانها من قوة، وما تمر فيه من مراحل العمر. عالم الفكر، المجلد الخامس، العدد الأول، ص 1040.

[3] - المصدر، ص 106.

نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 580
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست