الوثائق هي العناصر المتبقية من تجربة الإنسان الماضي، سواءا كانت مادية أو أدبية، وذلك كالمعابد والمقابر، والتماثيل، ونوعية أثاث البيوت، والنقوش التي عليها، والأدوات والوسائل المستخدمة في حياتهم الخاصة، وأيضا كالقصص والأساطير والآداب ودوائر المعارف والفلسفة والديانات والأخبار التي تشرح الماضي، وبالتالي كل ما تبقى من السابقين من آثار مدونة على قرطاس أو ثابتة في الطبيعة.
وأهمية الوثائق آتية من أنها الخيط الوحيد المتبقي بأيدينا من الماضي، ولا بد من الاعتناء بهذا الخيط لعلنا نستفيد منه أكبر فائدة ممكنة.
بالإضافة إلى أن الوثائق هي الطريق العلمي الوحيد في دراسة التاريخ، بالرغم من أنها تنفع أيضا في سائر الدراسات الحديثة. وقد سبق القول (بأن دراسة الوثائق واحدة من المناهج الخمسة النافعة في دراسة العلوم البشرية) ومن هنا أصبحت الدراسة الوثائقية من الدراسات الهامة، التي يوليها علم المناهج الحديثة أهمية قصوى، لأنها ذات فوائد في كافة الحقول، وعلى سبيل المثال استطاع أخصائيو الشيفرة والكتابة السرية الأميركيون أن يستعينوا بطرق البحث الوثائقي لحل شيفرة العدو، وبالتالي، ترجمة رسائله العسكرية خلال الحرب