هل يكفي أن نعرف عددا من الظواهر، دون العلم بأنها سوف تطرد في عنقي الزمان والمكان معا؟ بمعنى أنها تتكرر كلما تكررت ذات الظروف الموضوعية، التي رافقت ظهورها لأول مرة؟
طبعا، لا، لهذا أخذ العلم يبحث عن ضمان الاطراد في التجربة.
وقد وضع هذا البحث في صيغته الأساسية في العصر الحديث المؤلف لاشيليه.
وقبل أن نتابع هذا البحث ينبغي أن نعرف عدة مصطلحات، وآراء حولها، لكي لا نضيع في زحمة النظريات المختلفة، تلك المصطلحات هي:
1- العلة: وهي تعني أن يتسبب شيء في ايجاد شيء آخر، كما خلق الله الكون، وكما يخلق الإنسان الإرادة النفسية، وبالطبع لا بد من أن تكون العلة قبل المعلول والمعلول متابعا وملازما لها. كما لا بد أن يكون بين العلة والمعلول علاقة، وأن تكون هذه العلاقة علاقة ضرورية.
2- السبب: وهو يعني أن يشترك شيء في التأثير على شيء آخر تأثيرا ما،