بالطبع لا ... فما دام المنهج هو السبيل إلى معرفة الحقيقة، وما دامت الحقائق مختلفة والذين يسعون لكشفها مختلفون فإن المناهج تختلف من باحث لآخر.
إذ إنها آتية من داخل البحث، فكل بحث يوصي بمناهج تخصه بالرغم من انه يشترك مع سائر البحوث في المناهج العامة، وهي التي تذكر في علم المناهج.
يقول كلود برنارد: (ولا بد للمجرب ان تختلف عمليات البرهان لديه إلى غير نهاية، وفقا للعلوم المختلفة. ان روح صاحب التاريخ الطبيعي ليست هي بعينها روح صاحب علم وظائف الأعضاء، وروح الكيميائي ليست روح الفيزيائي، والتعاليم النافعة هي وحدها الصادرة عن التفاصيل الخاصة بالممارسة التجريبية في علم معين بالذات) [1].
وبما أننا عرفنا المنطق بأنه علم تجنب الأخطاء، وبما ان المناهج وسيلة لتجنب الخطأ، فإن المناهج عندنا جزء من المنطق، وبهذه الرؤية سوف نعالج المناهج في فصول الكتاب.
العلاقة بين الفلسفة والمنطق:
ما هي بداية مسيرة الفكر البشري؟ هل هي الفلسفة أم المنطق؟ ..
الواقع ان الفلسفة هي مجموعة بحوث فكرية، تستهل بالبحث عن المعرفة، مصادرها وقيمتها ... وهذا البحث هو أيضا مستهل البحوث المنطقية .. فلولا معرفة مصدر المعرفة الصحيحة وقيمتها، لما استطاع الإنسان