سنتحدث طويلا ومفصلا عن المنهج العلمي الذي يأمر به الإسلام ويوحي باتباعه في البحث عن الحقائق، وذلك في الفصل القادم. أما هذا الفصل فقد خصص لموضوع آخر، هو الأخطاء الآتية من المنهج. وهو يفترق عن الفصل القادم في أنه يبحث بصورة مجملة كل ما تشترك فيه سائر المناهج، بينما خصص الفصل الآتي ببحث التفاصيل. وايضا يبحث هذا الفصل فقط عن الأخطاء، فهو يتسم بسمة الهدم بينما يركز الفصل القادم، في الطرق العملية للمنهج، مما يعطيه طابع البناء، فإذا كان الفصل القادم يجيب على هذا السؤال: ما هو الطريق؟ فهذا الفصل يجيب على سؤال آخر هو: ما هي أشواك الطريق؟ ولكن، لماذا لم يتداخل هذان الفصلان مع ما بينهما من ترابط كلي؟
السبب، هو منهج الكتاب الذي في يدينا بوجه عام، حيث ان الكتاب ينقسم أساسا إلى فصلين يبحث الثاني منهما حول المنهج السليم للعلم، بينما يبحث الفصل الأول (وهو الفصل الذي لا نزال ندرج فيه) يبحث عن عوامل الخطأ، والتي قسمناها بدورها إلى عوامل نفسية واجتماعية وطبيعية وأخيرا عوامل منهجية، وهي التي نتناولها الآن بالدراسة. ولذلك فصلناها عن بحوث المنهج، بالرغم من ارتباطها العضوي. والآن ما هي الأخطاء الآتية من المنهج؟