وللضوضاء والصخب والضجيج ذات التأثير المعاكس، للصفاء الذهني، والهدوء العقلي، فكما أن الصمت والعزلة يهددان الدماغ، فكذلك ارتفاع الصوت وضجيجه يهدد المخ ويربكه ويزعجه. فالدماغ الذي يعمل ينسق ذبذبات معينة تحدث في خلاياه تغيرات ضارة إذا ما تلقى ذبذبات صوتية قوية وحادة.
ومن التجارب المختبرية تبين أنه يمكن إحداث هياج وارتباك في الإنسان إذا وجهت إليه، أصوات ذات ذبذبة خاصة، فينقلب الإنسان العادي إلى فرد لا يقر له قرار، ولا يستوي به مكان. والبوليس الأمريكي في بحثه عن كيفية تفريق المظاهرات المتكررة، اخترع صفارات هائلة الحجم، يوجهها إلى المتظاهرين، الذين سرعان ما يشعرون بالخمول، والتعب والانهيار [1].