ضخامة الأفكار الموروثة من الأبوين، لا تعادلها إلا ضخامة العوامل التي تضغط على الوليد باتباع والديه!
ومن الصعب أن نميز في كثير من الأحيان بين الانتقال المادي، الذي تحمله الموروثات المنوية، وبين الانتقال الحضاري الذي تقوم به التربية الواعية، كما يستصعب علينا تمييز الاتباع الإرادي لأفكار الوالدين، والاتباع القسري.
هنا حديثنا يتحدد الآن بالقسم التربوي من التأثير، الذي يخلفه الوالدان على الوليد، بينما نستعرض جانبا من التأثيرات الوراثية، عند الحديث عن العوامل المادية، بالرغم من أن العوامل المادية تساعد، بقوة، العوامل التربوية في نقل الأفكار إذ أنها تعتبر- بالنسبة إليها- كالتربة الخصبة بالنسبة إلى البذرة.
فالوالد شديد الغضب، لابد أن ينقل إلى إبنه استعدادات مناسبة لشدة الغضب، بفعل الجينات الموروثة للصفات، وهذه الاستعدادات قد تموت بفعل تربية صالحة، يتلقاها الطفل في روضة الأطفال مثلا، ولكن لو قام نفس الوالد بتربية ابنه فلا بد أنه سوف ينقل إليه سرعة غضبه من خلال سلوكه المنحرف أيضا.