إن حب الآباء يبعث الأبناء نحو تقليدهم، وهو واحد من العوامل الأخرى التي تدفعهم نحوهم، مثل احترامهم و الخشية منهم على المصالح، و ترسب أفكارهم منذ الطفولة.
5- حب البيئة:
البيئة الاجتماعية والثقافية، تعتمد في تأثيرها على الحب أيضاً، ذلك أن الإنسان يحب نظيره الإنسان بصورة فطرية، و يحب لذلك أفكار أقرب الناس إليه، فالأقرب (الأصدقاء والأساتذة).
وليس الحب هنا إلا أضعف العوامل الباعثة على تقليد البيئة، أما الأقوى تأثيراً فهو الخوف على المصالح، ثم الإنفتاح على أفكارها الجاهزة واحترامها احتراماً يبعث على التقليد.
6- حب السلف:
إن حب السابقين من العلماء والعظماء يبعث على اتباعهم والإتكال عليهم، دون بحث جديد في أفكارهم لتقييمها و نبذ الأفكار الخاطئة منها.
ب- فقد الثقة:
فقد الثقة جذر آخر من جذور الخطأ، ذلك أن الوعي شرط أساسي في المعرفة، ونعني بالوعي (وجدان الذات)، والذي يتسبب من المعرفة بكامل القوى النفسية، ثم الثقة بها، وأخيرا ضبطها في اتجاه محدد، ذلك أن الإنسان الفاقد للثقة بنفسه لا يتمكن من التفكير، أو ربما لا يفكر، وإن كان قادرا عليه، ثم لا يجزم بنتيجة تفكيره، إذ سيقول أبدا: أنا أقل قدرا من معرفة الحقيقة وهكذا يخطئ فكره وإن كان صوابا، لأنه لا يعترف بإمكانية توصل هذا الفكر إلى الحقيقة.