يتصور الرأي السائد في المنطق أن مشكلة الإنسان في العلم، هي مشكلة عقلية محضة، يمكن حلها بوضع قواعد لتنظيم عملية التفكير.
إلا أن الحقيقية هي أن المشكلة نفسية، قبل أن تكون عقلية، لذا نحن بحاجة إلى معالجة النفس البشرية، قبل ان نضع قواعد لعقله، وتنظيم فكره.
ذلك لأن النفس البشرية قد تستأثر بإرادة الإنسان وتوجهها إلى حيث تتحرك أهواؤها، وهنالك تبقى قدرة الإنسان على التفكير معطلة رأسا، ولا تغنيه القواعد الموضوعة لتنظيم التفكير [1].
من هنا فإن علم النفس لابد أن يدخل كطرف مباشر في المنطق كما يقول جون ديوي:
(إن علم النفس ذاته فرع خاص من فروع منهج البحث، فهو بصفة عامة يتصل بنظرية البحث المنطقي، بنفس العلاقة التي يتصل بها علم الطبيعة، أو الكيمياء، ولكن لما كان علم النفس أوثق إهتماما من سائر العلوم الأخرى؛ بالمركز الرئيسي، الذي يصدر عنه إجراء البحث انشاءا وتنفيذا، كان من الجائز
[1] - في البحوث القادمة تدليل مبسط على هذه الحقيقة.