responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 179

طاقات الإنسان لا تحد ولا تنتهي انما هي قضية الإيمان بهذه الطاقات والثقة بها، كما أن القضية ليست في تطلع الإنسان إلى تحقيق الحرية والإستقلال، إذ إن هذا التطلع هو أسمى فطرة ركزها الله في طبيعة البشر، لا تحد ولا تنتهي ولو بلغ الإنسان الثريا ل- (تطلع) إلى نجمة أرفع .. ولو أوتي ملك الدنيا ل- (تطلع) إلى ملك الآخرة .. ولو وهب خزائن الأرض لأمسك خشية الانفاق، وحبا في المزيد، وليس من بشر يتنازل عن حريته طوعا، ولكن يكره إكراها يسلبه إيمانه بذاته، وثقته بقدرته على ممارسة حريته. فالقضية- إذا- قضية ثقة، ومن هنا كان الطغاة يسعون أبدا إلى إشعار ضحاياهم- من الشعوب- أنهم لا يقدرون على مقاومتهم، إذ بمجرد هذا الشعور، يستسلم الإنسان لواقعه الفاسد، فكرا وسلوكا.

ومفتاح الأمر آنئذ (في الثقة) إذ انها تدفع الإنسان إلى تفجير طاقاته، واستغلالها في مقاومة ضغوط الطغاة.

وإذا تخلص الإنسان من خشية الطغاة، استعاد حريته، وإستثمر عقله، وملك حياته وستقلاله.

التوكل؛ ثقة لا تحد:

ويبقى السؤال الكبير: من أين نكتسب الثقة بالإيمان بالله، والتوكل عليه، وكيف؟ حين نؤمن بأنه رب السماوات والأرض، رب العالمين، بيده ملكوت السماوات والأرض، وإليه يرجع الأمر كله، يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، يعز من يشاء ويذل من يريد، ينصر عباده بالغيب، ينصر من ينصره، ويحب من يحبه ويتوكل عليه، ويعين من يستعين به.

وحين نعرف أن الله واسع لا تحد عطاه العطايا، حين نؤمن بالله إيمانا حقيقيا [1]، ونعرف أن الله عليم حيكم، وليس بظلام للعبيد، لا يمنع ولا يعطي


[1] - يصف الإمام علي عليه السلام ربه فيقول: الحمد لله الذي لا يفره المنع، ولا يكديه الاعطاء، إذ كل معط منتقص، سواه، المليء بفوائد النعم، وعوائد المزيد، وبجوده ضمن عيالة الخلق، فأنهج سبيل الطلب للراغبين إليه، فليس بما سئل أجود منه بما لم يسأل. وما اختلف عليه دهر فتختلف منه الحال، ولو وهب- ما تنفست عنه معادن الجبال، وضحكت عنه أصداف البحار، من فلز اللجين، وسبائك العقيان، ونضائد المرجان- لبعض عبيده، لما آثر ذلك في جوده، ولا أنفد سعة ما عنده، ولكان عنده من ذخائر الافضال ما لا ينفده مطالب السؤال، ولا يخطر- لكرمه- على بال، لأنه الجواد الذي لا تنقصه المواهب. (البحار، الجزء 4، ص 274).

نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست