responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 83

ومن يطلع على ثقافة الفارابي، يجد مدى الغربة التي كان يعاني منها الفلاسفة المسلمون عن واقع الدين الإسلامي، ومدى عمق انتمائهم إلى الفكر اليوناني الدخيل، إذ لا يرى هؤلاء لأنفسهم أدنى قيمة أمام أعلام الفلسفة اليونانية، اللهم إلا قيمة الشرح والتفسير وربما التأويل. ويكفينا أن ننقل- فيما يلي- قطعة من نص كتاب (رسالة في العقل) لنرى كيف ينظر الفارابي لثقافة اليونان وأعلامها. يقول الفارابي وهو يميز بين أنواع من العقل:

الأول: العقل الذي ينعت به الجمهور الإنسان بأنه عاقل وفاضل، وهو الذي يسميه أرسطوطاليس (التعقل).

الثاني: العقل الذي يقول عنه المتكلمون: إنه يوجب بعض الأفعال أو ينفيها، والذي يقابل جزئياً ما يعرف ببادئ الرأي المشترك.

الثالث: العقل الذي يصفه أرسطوطاليس في كتاب (البرهان) بأنه القدرة على استيعاب مبادئ القياس الأولى، وذلك بمجرد الطبع والفطرة.

الرابع: العقل الذي جاء في المقالة السادسة من كتاب (الأخلاق) أنه ضرب من الاعتياد الذي يتم بالتجربة والاختبار [1].

وحين ينقل عن أرسطوطاليس كلاماً، فكأنه لا يحتاج إلى مزيد من البرهان على صدقه، وإنك تراه يسميه في هذه القطعة ثلاث مرات .. ويستهتر بكلامه وكأنه حجة.

5- ابن سينا

حسين بن سينا الذي يكني ب- (أبو علي) ولد في قرية (أفشنة) الواقعة في شمال إيران حوالي مدينة بخارى الشهيرة، وكان والده من مؤيدي الحركة الإسماعيلية.

وبالرغم من أن الاتصال بالإسماعيلية في وقت مبكر من حياته وفر له جواً متحرراً، كما أن دراسته الذاتية واطلاعه الواسع على مختلف الاتجاهات الثقافية


[1] () المصدر، ص 171.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست