responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 37

يبدو عليه أنه أصبح مرتاباً في مدرسته، بل إن قلبه أضحى مركزاً لتفاعل أفكار المعارضة.

وبعد أن اعتكف في بيته لعدة أيام، ظهر على الملأ وادعى أنه رأى رسول الله في المنام، وقد هداه الله به إلى مذهب جديد، وأخرج للناس كتاباً خط فيه الخطوط العريضة لمذهبه الجديد، ثم خلع ثيابه وأعلن أنه قد خلع أفكاره السابقة بمثلما يخلع أمامهم ثيابه، وقد أيد هذا المذهب علماء كبار من أمثال القاضي أبو بكر الباقلائي، وإمام الحرمين الجويني والإسفرائيني وغيرهم [1].

وقد اعتبروا المذهب الأشعري مذهب أهل السنة والجماعة، وبتأييد المتوكل العباسي أصبح المذهب الرسمي للبلاد.

ولقد كان انتشار هذا المذهب الذي يجمد الناس على النصوص موافقاً لنهج السلطات، إذ بعد أن استطاعت السلطات مقاومة خطر الحركات السياسية ذات الفلسفة الثورية بقوة الجدل عند مدرسة الاعتزال، لم تعد بحاجة إلى ذلك المذهب، بل الحاجة ماسة اليوم إلى مذهب يفلسف القمع والإرهاب ويقتل كل معارضة في المهد.

وبالرغم من أن الأشاعرة يعتبرون النصوص الشرعية مرجعهم الأساسي [2] إلا أنهم كانوا متأثرين بشدة بالأفكار الدخيلة والبعيدة عن مصادر الوحي الإلهي،


[1] () تحقيق در ساءل كلام، ص 33.

[2] () في جدل مع الجبائي وهو نابع لمدرسة المعتزلة، بقول الأشعري، هل يمكن أن نسمي ربنا باسم (الحكيم)؟ يقول: بلى، فيعود ويتساءل، وهل نستطيع أن نطلق عليه العاقل؟ يقول: كلا، فيسأل لماذا؟ يقول: لأن العقل من العقال. ولا معنى له في شأن الله سبحانه، فيقول له: وكذلك الحكمة التي هي مشتقة من حكمة اللجام، وهي الحديدة التي تربط بها الأنعام، ثم استشهد بقول حسان الشاعر:

فنحكم بالقوافي من هجانا ونضرب حين تختلط الدماء

فكيف يجوز أن يسمى بالحكبم وليس العاقل؟ ثم يجيب الأشعري نفسه ليس ذلك إلا لأن أسماء الله تعالى توفيقية، أي لا يجوز أن نطلقها إلا حسب ما جاء في الشرع. المصدر/ ص 37.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست